فقال طاهر عبيد: لدينا أناس كبار يستشفع بهم عند الحاجة مثل يسري باشا ورأفت باشا.
فقال حمادة: أبي وفدي والرياح تهب اليوم ضد الوفد.
فقال صادق: رأفت باشا من خصوم الوفد ولكنه لا يخيب الرجاء.
وأبدى صادق مروءة محمودة فاصطحب إسماعيل إلى سراي رأفت باشا، وعرض عليه المشكلة من البداية إلى النهاية، ونظر الباشا إلى إسماعيل وقال كالعاتب: إذن فأنت وفدي.
فقال صادق باسما: مثلي يا سعادة الباشا.
ووعدهما خيرا، وأنجز الرجل ما وعد، وألحق إسماعيل قدري بوظيفة كتابية بدار الكتب. هكذا انتهى الصديق الطامح للزعامة والقانون، وقال له حمادة معزيا: دار الكتب تناسب عشاق الثقافة.
وقال له صادق: وسوف يرجع الوفد إلى الحكم يوما ما.
فقال إسماعيل بفتور: لا يعرفني أحد من القادة.
ثم بصوت خافت: لم يبق لي في الحياة إلا الثقافة.
وأراد حمادة أن يسري عنه فقال: وغابة التين الشوكي.
Halaman tidak diketahui