وروي عنه أنه قال: «إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته. فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل»(1). ومعاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش.
وقد تنبه ابن حجر إلى إشكالية هذه الروايات على دعوى الإجماع، فقال: يحتاج من نقل الإجماع إلى تأويل ما جاء عن عمر في ذلك(2).
واستشعر مدعو الإجماع تأثير ما يروى عن عمر على دعواهم فسارع بعضهم إلى القول: بأن قول الصحابي ليس بحجة وإن بلغ من الفضل ما بلغ!! وهذا كلام صحيح ومسلم، غير أنه لا يصير عمرا مجمعا معهم، ثم إنه يقال مثل ذلك في دعوى أبي بكر أحقية قريش بالخلافة.
وهذا يجعلنا نجزم بأن بيعة عمر لأبي بكر لم تكن تحت تأثير ما أشار إليه أبو بكر من اختصاص قريش بالخلافة، ولكنه كان يرى أن أبا بكر يستحق الخلافة لاعتبارات أخرى، فإذا كان ذلك حال عمر فكيف بغيره.
* أما علي بن أبي طالب، فقد استغرب استدلال أبي بكر باستحقاق الخلافة بالقرشية، منبها على أنه إذا كان الأمر كذلك فبنو هاشم أحق من سائر قريش، فهم الأقرب إلى رسول الله، وفيهم الأكفاء القادرون، فروي عنه أنه قال: « لقد احتجوا بالشجرة وتركوا الثمرة»(3).
Halaman 60