============================================================
على القاضى، فقيل له : هاهو ذا، وأشير له إلى القاضى، فقال لهم : إنى رجل غريب ، وأراكم تستهزئون بى ، وأنا أسألكم عن القاضى وأتتم تدلوتنى على زامر، فزجر من كل ناحية . وقال له ابن بشير: تقدم فاذكر عاجتك. فلما ايقن الرجل آنه القاضى تذمم واعتذر، ثم ذكر حاجته، فوجد من العدل والإنصاف فوق ظنه .
قال محمد: وكان محمد بن عيسى كثير النادر، كثير التطنيب ، فسكان إذا رأى الرجل من أصحاب محمد بن بشير قال له : متى رأيت "عشر الدلال، ومتى تمضى إلى عشر الدلال؟ فبلغ ذلك محمد بن بشير من قوله، واستفاض عنده، فأحفظه ذلك فلا اجتمع معه عصف علميه حمد بن بشير، فقال
له : أبا عبد الله، إن الشر لا يعجز عنه أحد، وكل من رضى به قدر عليه، وإن الخير لاينساله إلا أهل الصبر، ومن يقوم على نفسه بالرياضة المحمودة، فأقصر عما بلغتى عنك، فإنه أجمل بك.
قال محمد: وهذا المعنى الذى أتى به محمد بن بشير قد قاله مالك ين اأنس لبعض الشعراء، حدتنى به بعض أهل العلم مدينة تونس، قال: اختصم رجلان إلى عمل المدينة، أحدهما شاءر، فرفعهما إلى مالك بن آنس ليفصل بينهما ، فتكلما عند مالك بن آنس وتناظرا، فحكم مالك على الشاعر لصاحبة، فقال الشاعر، وقد أحفظته(1) فنيا مالك عليه : أتظن الأمير لم يكن يعرف هذا القضاء الذى قضيت به (1) مقروء ريييرا: "احفظه وعليه المطبوعتان المصريتان
Halaman 80