============================================================
أن الأمير - رحمه الله - كان فى الساباط يوم جمعة منتظرا للصلاة، صلاة العصر ، فورده كتاب حرك منه ساكمنتا، فالتمس عبد الله بن محمد الزجالى ليكتب الجواب ، فألفى غائبا ، فهم بالإرسال فيه ، فقال له النضر، وكان بحضرته : ما الأمر الذى حرك من الأمير - أصاعه الله - ما أرى؟
فأخبره الخبر، ورمى إليه الكتاب، فعرض عليه نفسه فى المجاوبة(1)، فأذن له الأمير - رحمه الله- فجاوب(2) وأحس، وكتب فأبلغ، فأعجب الأمير- رحمه الله - بيقظته، وشسكر له فضل منته: قال محمد: وكان النضر عالما بعلل الوثائق، ومدركا بموضع الزلل منها ، والاغلال فيها، يوقف الفقهاء على ذلك فيقرون له بالإصابة، ويعترفون له بفضل الإدراك : والتضر بن سلمة آول من شاور فى الأحكام محمد بن عبد الملك ابن آيهن: قال محمد : قال لى أحمد بن عبادة الرعيى : كان النضر بن سلمة حسن المذهب ، ظاهر الحلم، حضرته يوما فى مجلس قضائه، دخل عليه رجل فوقف بين يديه، ثم قال له : ياقاضى، ظلمتى، وتحاملت على، حسبك الله قال : فسكت عنه حتى فرغ من كلامه ، ثم قال له النضر : أما لولا أن سبك لم يحاوز نا إلى غيرنا لأحسنت حسن الجواب . وأعطى الرجل (3) (1) كذا والمجاوية : أن يرد كل واحد من المتكلمين على الأخر (2) المناسب : أجاب: (أنظر الساشية السابقة) (2) الأصول: "رحلا" 18
Halaman 187