============================================================
لهج الناس باشدلمية أن يحيى بن معمر يستقضى بقرطبة .
قال لى : فحكى رجل من أهل إشبيلية، يعرف بمرة بن ديسم، قال : كنت مع يحيي جالسا فى قريته فى بعض الابنية ، حتى نظرت إلى فارس يركض، وهو مغذ في السير، مستقيم على المحجة العظمى: قال : فأتبعته بصرى، فلما بلغ إلى الطريق الذى يعطف فيه إلى منزل يحيي بن معمر، وقف وقوف الجاهل بالمكان ، المستدل .
قال : وظتنت آنه رسول الخليفة من قرطبة في يحيى بن معمر ليوليه القضاء.
قال : فعطفت على يحيى، فقلت : أبا زكريا ، لهج الناس من أمرك بشىء، وأحب أن أعرف الحقيقة مما تعتقده ، فقد أزف الامر، تقبل القضاء أو لاتقبل) قال : أقبل : قال : فقلت له : إذا كنت قاضى الجماعة بقرطبة مايكون حظ صديقك ومحبك من ذلك؟ قال : حظ وافر، لان شاء الله، قال: فقلت له : هذا رسول مقبل فيك من قرطبة قال : فاانقضى الكلام حتى وقف بنا الركأض (1) المرسل فى يحيى ان مع قال: فليا صار يحيى إلى قضاء الجماعة بقرطبة، قصدت إليه من اشبيلية، فنزلت عليه، فحيا واكرم وأنزل، فلما صرتا إلى العشاء قدم من الإدام شيتا مختصرا، فقلت له : وما هذا؟ وأين نعيم قرطبة وما فيها من ضروب الخيرات، وأنت قاضى الجماعة؟ ثم قلت : أخشى والله أن أندم على رحلتى إليك، قال : لا، إن شاء الله .
(1 الركاض، الراكض ، وهو العادى المسرع
Halaman 104