ويبهت أجاممنون لهول الموقف، ولا يدري ماذا في وسعه أن يصنع، ثم يراه واقفا وحده يبكي كما يبكي الأطفال بعد إذ غادره أخوه.
ويلمح زوجه مقبلة فيصلح من شأنه ويتكلف البشاشة والتبسم، وإنها لبشاشة باكية، وإنه لتبسم مر حزين! - «أهلا أهلا إفجنيا! مرحبا مرحبا كليتمنسترا، سفر حميد ورحلة طيبة.» - «أين أخيل؟ وماذا أعددتم للاحتفال بالعروسين؟» - «أ... أ... أجل. ولكن لا بد أن تعودي أنت إلى آرجوس.» - «أعود إلى آرجوس! أعود وأترك ابنتي؟!» - «أجل! تعودين وتتركين إفجنيا.» - «والعرس؟ وإعلان الخطبة على الأقل؟ ألا أحضر شيئا من ذلك؟! هذا لن يكون؛ لن أعود حتى أشهد كل شيء.»
وتصر كليتمنسترا على بقائها حتى تحتفل بابنتها، وحتى ترى إلى هذا العسكر المجر والأساطيل المنتشرة في البحر كالدبى
2
تحيي ابنتها وتحيي أخيل وترقص طربا للعروسين.
ثم يحدث ما ليس في حسبان أحد!
يحضر أخيل ليقابل القائد العام وليبدي له سخطه وسخط جنوده «الميرميدون» من طول هذا الانتظار الذي يبدو أن ليس له آخر، ويلح لديه في وجوب الإقلاع إلى طروادة مهما كلفهم الأمر!
وما تكاد كليتمنسترا تسمع كلام أخيل،
3
وتسمعه يذكر فرقة الميرميدون المشهورة في جميع الآفاق ببسالتها وكلفها الخارق بالحروب حتى تعرفه، وتعرف أنه أخيل، أخيل بعينيه، خطيب ابنتها، وزوج إفجنيا الحبيب !
Halaman tidak diketahui