وأما الهدف الأخير، هدفنا جميعا، وأمنية الأجيال المتتابعة فهو إخراج المحتل من أرض القنال؛ لتتطهر أرض الوادي جميعا من هذا الدنس الذي ظل عالقا بها هذه السنوات الطوال. وقد كانت الإسكندرية أول مدينة احتلها جنود العدو، وشاء القدر العادل أن تكون أول مدينة تجلو عنها جنود العدو، ففي فبراير 1947 جلا الإنجليز عن ثكنات مصطفى باشا وعن قلعة كوم الدكة، وفي مارس من نفس السنة جلوا عن ثكناتهم بالقاهرة. وها نحن أولاء نحتفل بتحقيق الهدف الأكبر وهو جلاء العدو عن آخر معقل له في أرض القنال.
أيها المصريون الأمجاد
لقد كانت هذه أمنية أجدادكم وآبائكم، التي ظلوا يجاهدون في سبيل تحقيقها السنين الطوال، والتي بذلوا في سبيلها الأرواح، وعلى الطريق المؤدي إليها كم من دموع سكبت! وكم من دماء أريقت! وكنتم أنتم السعداء أن قدر لكم أن تحيوا في عصر هذه الثورة الطاهرة الموفقة، وأن تشاركوا في حصاد أمجادها، وخير أمجادها استعادة الحرية المسلوبة.
العيد الأكبر
عيد الأعياد، عيد الحرية والجلاء
فاليوم عيدنا الأكبر.
اليوم عيد الأعياد.
اليوم العيد الحقيقي نحس له في نفوسنا فرحة ليس كمثلها فرحة.
وكم مرت بنا في الماضي أعياد كانت هي والمآتم سواء، فلم يكن يحس بها إنسان أو يفرح لمقدمها إنسان؛ فبعضها كان عيدا للجالس على عرشه، وبعضها كان عيدا لاستقلال مزعوم.
أما اليوم، 18 يونيو سنة 1956، فهو عيد الحرية الحقيقي، تجب له قلوبنا، وتهتز لمقدمه أرواحنا، وتستبشر بحلوله وجوهنا.
Halaman tidak diketahui