Kisah Falsafah Moden
قصة الفلسفة الحديثة
Genre-genre
جاليليو في سجنه. (2) وساير النهضة الأدبية في خطاها حركة إصلاح في الدين نبتت بذورها في ألمانيا، ثم ذاعت منها في سائر الأرجاء، وانتهت بالناس إلى الثورة على الكنيسة وسلطتها، ووجوب حرية الفرد واستقلاله في الرأي، وأن يتصل بالله اتصالا مباشرا، فلا يحتاج في توبته إلى وساطة راهب أو قسيس. فلم تعد بالناس حاجة إلى رجال الدين يتوسطون بينهم وبين ربهم ما دام الإنجيل قد ترجم إلى لغاتهم التي يفهمونها، وما دامت المطبعة التي كان قد تم كشفها حديثا تعمل على نشر كتاب الله وذيوعه نشرا استطاع معه الزارع الحقير أن يقرأ بنفسه الإنجيل، وأن يستوعبه ويحتكم إليه. (3) وتناصر مع هذين العاملين عامل ثالث كان عظيم الخطر بعيد الأثر في توجيه الفكر الحديث، وأعني به نشأة العلوم الطبيعية، ودراسة ظواهر الطبيعة بالتجربة العملية، وكان العالم حينئذ قد امتد أفقه، واتسع نطاقه بكشف أمريكا والطريق البحرية إلى الهند، وبما انتهى إليه كوبرنكوس
Copernicus
في دراسته الفلكية من اعتبار الأرض كوكبا بين كواكب المجموعة الشمسية، وربما اهتدى إليه جاليليو
Galileo
وكبلر
Kepelr
وغيرهما من النتائج العلمية؛ فقد أدى ذلك كله إلى توجيه العقل اتجاها جديدا؛ إذ هبط به عالم الغيب الذي كان يحلق في سمائه، ويخبط في بيدائه، إلى هذه الطبيعة المحسوسة الواقعية التي نلمسها ونراها بالأيدي والأبصار.
أينع العلم وازدهر، وأنتج طائفة قيمة من النظريات الجديدة والمخترعات - كالطباعة، والبوصلة، والمجهر - فكانت أكبر عون للإنسان على إزاحة نير الفلسفة المدرسية عن عاتقه المكدود، واتخذ العصر الجديد أساسا جديدا للبحث هو «التجربة» والملاحظة، وقد كان «ديكارت» و«بيكون» أول من صاح بالناس هذه الصيحة التي جذبت أنظارهم إلى ملاحظة الطبيعة، ونبهت أذهانهم إلى اتخاذ «التجربة» وسيلة للبحث والتحقيق، فلا ينبغي للإنسان أن يقبل شيئا مما يفرض عليه دون أن يخبره بمخبار العقل ويتثبت بالتجربة. وكان طبيعيا أن يتنازع الدين الذي يأمر الإنسان بالتسليم، والفلسفة التي أصبحت لا تقنع بغير التجربة، ولكنه نزاع لم يدم طويلا؛ إذ تركت الفلسفة للاهوت علم الغيب وشئون اليوم الآخر غير المحسوس؛ لأن ذلك خارج عن نطاق بحثها، وقصرت مجهودها على هذه الطبيعة وحدها. فإن كان عمل الدين أن يتحدث عن الغيب كما يبدو في كتابه المقدس، فإن عمل الفلسفة أن تدرس كيف يتجلى الله في الطبيعة المحسوسة، وهكذا بدأت العلوم الطبيعية صوفية النزعة متأثرة بالأفلاطونية الحديثة، فهي العالم كله وحدة إلهية، أو هو كائن حي عظيم، الله مبدؤه ومنتهاه.
بهذا الطابع تميزت الفلسفة في عصر النهضة كما يبدو في أقوال فلاسفة ذلك العصر: برونو
Bruno
Halaman tidak diketahui