Kisah Sastera di Dunia (Bahagian Pertama)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genre-genre
أو هومر،
3
لما ظفرت به مكتوبا على صفحات الجلد، بل لوجدته يباع مكتوبا على مادة من الورق صنعت من ألياف نبات جاف هو البردي؛ والبردي نبات مائي قوي ينمو في مصر، تؤخذ سوقه وتشق وتضغط وتجفف، ثم تصنع منها الأوراق. وكانت مصر تبعث بهذه الأوراق البردية إلى اليونان وإلى روما وغيرهما من البلدان المجاورة، وعلى هذه الأوراق كانت تكتب روائع الأدب اليوناني والأدب اللاتيني، حتى شاع استخدام صحائف الجلد.
إن العالم إذ يذكر قدماء المصريين بالإعجاب، يرى أول ما يستثير إعجابه أهرامهم الشوامخ، وما خلفوا من أنفس الذخائر في مقابر ملوكهم، ولكن تلك الآثار على جلالها وخلودها لم تضف إلى المدنية ما أضافته هذه اللفائف الضئيلة الهزيلة من أوراق البردي، التي أتاحت للمصريين وسائر أمم البحر الأبيض أن يسجلوا أفكارهم فيخلدوها. ولم يقف فضل المصريين على المدنية فيما يتصل بالكتابة أن صنعوا الورق في صورته الأولى، بل لعلهم كذلك أول شعب ابتكر كتابة تمثل الحروف المنطوقة، فأثروا بذلك في سير المدنية تأثيرا قويا مباشرا.
وكان المفتاح الذي يفتح مغاليق كتابتهم مفقودا مدى قرون طوال، ثم أراد الله لأصحاب العلم أن يفكوا تلك الرموز في عهد حديث، لا يذهب في الماضي إلى أكثر من قرن واحد، وذلك حين وجد «بوسار»
4 - وهو مهندس في حملة نابليون على مصر - حجر رشيد المعروف، وهو حجر نقش عليه بيان طويل أصدره القساوسة المصريون تكريما لأحد ملوكهم. والبيان منقوش على الحجر في ثلاث لغات: نقش بالأحرف الهيروغليفية، وباللغة الديموطيقية - وهي لغة كان يتكلمها أهل مصر حين نقش الحجر - كما كتب باللغة اليونانية. ولما كانت اليونانية لغة معروفة مألوفة، أمكن بعد جهد طويل أن تقارن بها الكتابة المصرية وتحل رموزها. ويرجع الفضل في هذه المقارنة وفك الرموز إلى العالم الفرنسي شامبليون.
5
وأصبح اليوم يسيرا على عالم الآثار المصرية أن يقرأ المكتوب على المسلات والتوابيت، بل استطاع علماء اليوم أن ينطقوا أبا الهول بعض سره المكتوم.
فإذا جاوزت مصر إلى ما يجاورها من بلاد الشرق، ألفيت فينيقيا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض، وصادفت في أبنائها شعبا يعمل ويتاجر، ولا يخصص من مجهوده للثقافة إلا قليلا. ومع ذلك فقد أريد لهؤلاء الفينيقيين أن يكونوا بحق أصحاب الفضل علينا في كل كتاب نطالعه، لأنهم هم الذين أنشئوا حروف الهجاء مكان الكتابة المصورة التي اصطنعها المصريون من قبل! ولا بد أن تكون هذه الأحرف الهجائية قد نشأت عندهم قبل الميلاد بما يقرب من ألف عام؛ حيث كان استخدام البردي شائعا معروفا؛ وأتاح وجهه الصقيل للكاتب أن يجري عليه كتابة مرنة سهلة كهذه الكتابة التي ابتكرها الفينيقيون، ومن يدري؟ فلعل الفينيقيين أن يكونوا قد اتخذوا من هذه الكتابة سلعة تباع فتعود على أصحابها بربح وافر؛ فقد كانوا يشترون من مصر فيما يشترون أوراق البردي، ثم يبيعونها إلى اليونان وغيرهم مضافا إليها ما ابتكروه من أحرف الهجاء.
فإذا خطوت في أغوار الماضي خطوة أخرى قبل عهد البردي، بلغت زمانا كانت مادة الكتابة فيه من الجوامد الثوابت التي لا تكاد تنتقل من مكانها، وذلك هو بمثابة العصر الحجري للعلوم والآداب؛ إذ كان المصريون الأوائل وغيرهم من الشعوب القديمة ينحتون ما يكتبون على عمد وجدران؛ ولكن لولا أن أسعفت الكتب هاتيك الأحجار لفني ما خط عليها في عهد قريب أو بعيد، لأن الزمان الذي يأكل كل شيء يبيد جلاميد الصخر فيما يبيد. زد على هذا أن الكتب قد يسرت للعلم المنقوش على الحجر أن يدور بين قراء العالم في سهولة ويسر؛ وإلا فكيف كانت تكون مكتبة جدرانها من الصخر ومكنوناتها من الصخر؟ وكيف تكون مثل هذه المكتبة ذات نفع لقارئ يطالع في داره مستدفئا بنار مدفأته، أو مستلهما هدوء مكتبته؟
Halaman tidak diketahui