Kisah Sastera di Dunia (Bahagian Pertama)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genre-genre
وأما «العهد القديم» - التوراة - فقوامه تسعة وثلاثون سفرا، تقع في مجموعات ثلاث: أسفار القانون (الشريعة)، وأسفار الأنبياء، ومجموعة من متنوعات. وليست كل هذه عند الأديب من حيث القيمة الفنية سواء؛ فالجمال الأدبي رائع فيما تحتوي من قصص وروايات وسير.
أما الفصول التي تمس تاريخ الإنسان وما يقتضيه الشرع من واجبات، فهي إن أثارت اهتمام رجل الدين، لا تغري الأديب بالوقوف والإمعان لما يكتنف عبارتها من عسر وغموض. وغموض هذه الأجزاء راجع إلى اقتضابها، فمادة غزيرة في حيز صغير. ولسنا ندري لماذا لم يتناولها الشراح بالتفسير الذي يزيل غموضها. لعلهم تركوها على إيجازها لتوحي ما توحيه إلى قرائها، أو لعل تنافس الشراح قد انتهى إلى رفض الشروح جميعا، فلم يبق إلا أصل قصير موجز.
خذ مثالا لهذا الإيجاز الشديد الذي أدى إلى غموض بعض فصول التوراة، الفصول الأربعة الأولى من سفر التكوين، تجد قصة الخلق كلها قد اختصرت في صفحات قلائل، فيها تقرأ عن الجنة وآدم وحواء وقابيل وهابيل، وفي بقية السفر التي لا تتجاوز قصة من قصار القصص الحديثة ذكرت سير نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وإخوته وكثير غيرها، وأجدرها بالذكر من الناحية الأدبية قصة يوسف؛ فقد قال عنها «تولستوي»
5 - وهو متدين متحمس وفنان قدير - إنها قصة بلغت من الفن حد الكمال؛ وقد يكون من أسباب ذلك أن شخصية يوسف تنبض بالحياة، وهي واضحة الملامح على خلاف من سبقه من الأنبياء. وحسبك لتحكم على قصة يوسف - كما وردت في التوراة - بالكمال الفني، أن تعلم أن الكتاب الذين تناولوها فيما بعد في قصصهم لم يكادوا يضيفون إلى خيالها روعة جديدة. أما قصة الخلق التي وردت غامضة في التوراة، فقد استطاع بعض الشعراء - مثل ملتن - أن يزيدوها جلاء وخصوبة؛ لأنها تومئ إلى ضروب لا حصر لها من ألوان الخيال.
والسفر الثاني من التوراة - بعد سفر التكوين - هو سفر الخروج، وسمي بذلك لتناوله الحديث عن خروج بني إسرائيل من مصر، وتجلي الله لموسى في سينا؛ ويشمل الجزء الأول منه سيرة موسى عليه السلام، ثم تتصل رواية هذه السيرة التي تمثل تاريخ بني إسرائيل خلال أسفار موسى الخمسة.
والسفر الثالث هو سفر اللاويين نسبة إلى أسرة تنتمي إلى لاوي أو «ليفي» ويتناول الحديث عن الشعائر الدينية الخاصة بالقرابين وعن هارون وابنيه. والرابع سفر العدد، وسمي كذلك لأنه يعدد القبائل ويبين أنصباءهم في الغنائم ونحوها، وفيه حديث عن خروج بني إسرائيل من سينا إلى شرق الأردن، وعن انتشار الاضطراب بين الشعب. والخامس سفر تثنية الاشتراع، أي إعادة التشريع مرة ثانية بتطهيره من بعض الشعائر، مع تعيين مكان خاص بالعبادة.
وهذه السير كلها تكون ملحمة أدبية عظمى تصور شعبا بأسره، كيف هاجر، وكيف عاد إلى وطنه فاستقر تحت لواء زعيم عظيم.
وليس يتسع المقام لنا فنتناول أجزاء التوراة بالبسط سفرا فسفرا، ولكن إن تعذر ذلك فسنمر مرا سريعا على أروع ما في التوراة من أسفار.
فهنالك سفر يوشع - خليفة موسى - الذي تمت على يديه ثلاث معجزات كبرى: فقد سار على رأس بني إسرائيل وعبر بهم نهر الأردن من غير أن تبتل أقدامهم، واحتل مدينة «أريحا»
6
Halaman tidak diketahui