Kisah Sastera di Dunia (Bahagian Pertama)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genre-genre
الأولى:
أن مترجمي النصوص الأدبية من الآثار وأوراق البردي يختلفون فيما بينهم في ترجمتها، وسبب ذلك أن نظام الكتابة كان ناقصا عندهم، فالكتابة لم توضع فوقها حركات تبين بالضبط موقع الكلمة من الجملة؛ ونتيجة ذلك أنه يمكن نطق الكلمة بأشكال مختلفة، والكلمة الواحدة تصح أن تصدق على الكلمة ومشتقاتها من اسم فاعل، ومفعول، ومصدر، وفعل مضارع وهكذا؛ فمن هنا يأتي الخلاف، فضلا عن خطأ النساخ عند الكتابة.
والثانية:
أن كل لغة - وخاصة في الآثار الأدبية - تؤثر في القارئ والسامع بمعانيها ونغمات موسيقاها، وما يحيط بالكلمات من هالة، وبالبيئات والملابسات التي تحيط بها، فإذا أمكن نقل المعاني في أمانة صعب أو تعذر نقل ما عداها من جوها وملابساتها نقلا صادقا صحيحا، وهذا ما سيواجهنا في كل أدب غير الأدب العربي العصري.
وعلى الجملة فقد ظلت الآداب المصرية تنمو وتنضج وترتقي وتعمل عملها في النفوس نحو أربعين قرنا، وكانت علاقة المصريين بغيرهم علاقة قوية، إما بالحروب والفتوح للأمم المجاورة، وإما بوساطة التجارة الواردة والصادرة، وإما البعوث ترد إلى مصر لدراسة حضارتها وعلومها وفنونها ودينها. ومن بعثوا كانوا ينقلون ذلك كله إلى بلادهم.
كل هذا جعل آدابهم تؤثر - كعلومهم وفنونهم - في الأمم حولهم إما من طريق مباشر كتأثر العبرانيين واليونانيين بالمصريين، أو غير مباشر كتأثر الآداب الأخرى بالعبرية المتأثرة بالمصرية، أو تأثر الرومانيين باليونانيين المتأثرين بالمصريين. (2) أدب الصين
ولندع الآن مصر وغيرها من أقطار الشرق القريب، ولنسر إلى الشرق القصي البعيد، إلى حيث الصين، إلى حيث كتبت الكتب قبل أن تنبت دوحة الأدب في أوروبا بمئات من السنين. وآثار الصين القديمة مكتوبة على ألواح من ألياف الخيزران، يخط عليها بالمسمار آنا، ويكتب عليها بالمداد آنا آخر. وكذلك كتب الصينيون على نسيج الحرير، وصنعوا الورق في القرن الأول قبل الميلاد، وعرفوا الطباعة بالحروف المتحركة قبل أن تعرفها أوروبا بثلاثة قرون.
كان الأدب الصيني القديم يدور حول مبادئ الأخلاق، فجمعوا حكمة السلف فيما يجب أن يكون عليه سلوك الخلف، ودونوها لتكون أمام الناس مثلا يحتذى، فيهيئ لهم سعادة الدنيا والآخرة؛ وكان الكاتب الصيني يحتل في نفوس الناس وفي نظر الدولة مكانة ممتازة، حتى كانت تجرى عليه الرواتب العالية. وبلغ الأدب الصيني القديم من التنوع والجودة حدا بعيدا حتى لا يكاد يضيف إليه أدبهم الحديث شيئا جديدا، فالأدب الحديث لا يعدو أن يكون تعليقا على الأدب القديم؛ وإن لهذا التراث الأدبي القديم من الأثر في نفوس أهل الصين ما جعلهم يحيطونه بشيء من التقديس، ولا يجيزون لأحد أن يخرج على قواعده؛ ولهذا كان الصينيون من أكثر سكان الأرض جمودا وتشبثا بالقديم، فهم يعدونها زندقة أن ينافس كاتب حديث كاتبا قديما؛ ولذلك بقيت اللغة الصينية كما هي، لم ينلها شيء من التغيير والتجديد.
ونبي الصين، وواضع الأسس لأدبها وأخلاقها، هو كونفوشيوس.
13
Halaman tidak diketahui