المفكرون الحقيقيون لا يتصورون بهذه الطريقة!
الحمقى فقط يفعلون!
النوع الثاني؛ هو أولئك الفضوليون، الذين يتحلقون حول المشاجرات والكوارث وحوادث الطريق، لا بد أنك قد رأيت أحد هؤلاء وقد شبك يديه على مؤخرة رأسه، وانحسر كم جلبابه حتى كوعه، ويتقافز على أطراف أصابعة في شغف، ليحظى بنظرة أوضح لأشلاء «حاج عبدالستار» المتناثرة تحت إطارات الحافلة!
هناك دم، هناك أشلاء ممزقة، هناك أطراف مجدوعة!
فيرتجف من النشوة!
يمارس التطهير النفسي برؤية الحوادث المميتة لكي يحمد الله على نعمة الصحة والعافية، وبعد أن يفض الجمع وتجمع الأشلاء، لا بأس من تعبير حكيم يبرهن للناس مدى تدينه، وزهده عن الدنيا وزخرفها. «هيييييييه الدنيا فانية، بس نحن المابنتعظ!»
يقولها في خشوع، ثم ينسى كل هذا الزهد في ثانيتين، فيعود ليطفف في الميزان، ويغتاب جيرانه، ويتفحش في النساء.
هؤلاء - أي بني - هم أسوأ الناس طرا، وهم جديرون حقا بأن يكونوا حطب جهنم!
هل تسمح لي بأن أناديك «بني» يا حضرة المحقق؟
أنت في عمر ابني بالتأكيد، ابني الذي لم أرزق به بعد لأسباب لست بصدد ذكرها اليوم، لكنك ستفهمها من السياق.
Halaman tidak diketahui