Kisah Menegenai Kumpulan Penulis Terkenal Barat
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genre-genre
وكان يزيد على ذلك: «لا تذهبوا هنالك، إن هؤلاء الأشقياء يستعملون البخارة لعمل الخبز، وهذا اختراع من الشيطان. أما أنا فأشتغل بالرياح الجنوبية والشمالية، التي ما هي إلا نفس الله!»
وكان يجد بضع جمل أخرى طريفة مثل هذه في مدح طواحين الهواء، إلا أنه لم يجد من يصغي لنصائحه، وبعدئذ في ثورة غضبه سجن ذلك المسن نفسه في طاحونته، وعاش منفردا كالوحوش، حتى إنه لم يسمح لحفيدته الوحيدة «فيفيت» - وهي طفلة في الخامسة عشرة - أن تعيش معه، مع أنها منذ وفاة والديها لم يكن لها في العالم غير جدها، فكانت هذه المسكينة مضطرة أن تسعى وراء عيشها، فكانت تؤجر نفسها في المزارع للحصاد وجمع الزيتون، ومع ذلك كان يظهر أن جدها يحبها غاية الحب.
فكثر ما كان يقطع أربعة فراسخ في الشمس المحرقة كي يتزود منها بنظرة وهي تشتغل، وكان إذا وصل إليها أخذ يرقبها ساعات طويلة والدموع تجول في عينيه!
وكانت كل المقاطعة تظن أن هذا الطحان المسن قد أبعد عنه فيفيت لبخله، وأنه كان لا يهمه تنقل حفيدته من مزرعة إلى مزرعة معرضة لمعاملة العمال الفظة، ولكل الشقاء الذي تتعرض له اليد المستأجرة، وكانوا يظنون أنه من العار أيضا أن رجلا في مقام «المعلم» كورنيل - وكان إلى ذلك الوقت محترما غاية الاحترام - يمشي حافي القدمين، بقبعة ممزقة، وثياب مهلهلة ... والحق أنه عندما كان يحضر للكنيسة في أيام الآحاد كنا جميعا نخجل منه ونرثي لحاله، وعندما تبين له ذلك غير مكانه القديم، فكان يجلس في نهاية الكنيسة مع الفقراء.
أما اللغز الوحيد في حياته فقد كان استمرار دوران أجنحة طاحونته، رغم عدم إقدام أحد على إحضار غلاله إليه. ولقد كنت في المساء تقابل هذا الطحان المسن وهو يسوق حماره المحمل بأكياس الغلال، وكان الفلاحون يصيحون به: «مساء الخير يا معلم كورنيل! الطاحونة تشتغل أليس كذلك؟»
فكان يجيبهم منشرحا: «هي شغالة دائما، فلنشكر الله فالعمل كثير.»
ثم إذا تساءل أحد: من أين كان يأتي له كل هذا العمل؟ وضع الرجل أصبعه على شفتيه وأجاب: «لا تنبسوا ببنت شفة، فأنا أشتغل بالتصدير!» ولم يكن مسموحا لأحد بالمرة بالدخول إلى الطاحونة، حتى الصغيرة فيفيت لم يكن مصرحا لها، وكان المار في الطريق لا يجد الباب إلا مغلقا، والطاحونة دائرة والحمير التي بلغت من السن عتيا ترعى على الرصيف، وكانت هناك قطة تنظر شذرا للمارين وهي جالسة في الشمس على حافة الشباك.
لقد كان الأمر محوطا بالأسرار، حرك الألسنة بالحديث، وكان لكل واحد نظرية مختلفة في سر المعلم كورنيل. أما الفكرة العامة فهي أنه كان يخفي داخل طاحونته أكياسا من النقود لا الدقيق. ... وأخيرا انكشف السر بهذه الطريقة؛ بينما كنت أعزف على صفارتي للشبان عند الرقص في يوم من الأيام؛ إذ تبين لي أن ابني الأكبر قد هام غراما بفيفيت، فلم أغضب؛ فإن اسم كورنيل كان اسما شريفا، وفوق ذلك فقد كان مما يدخل السرور إلى قلبي أن أجد هذه العصفورة الصغيرة - فيفيت - وهي تمرح في منزلي، ولكن لما كانا هو وهي دائما معا؛ فقد رأيت أن أحتاط للأمر من مبدئه كي تجري المياه في مجاريها في المستقبل؛ فسرت إلى الطاحونة كي أتحدث مع جدها.
ويا للعجب! لكم كان يسرك أن ترى كيف استقبلني، لقد رفض أن يفتح الباب، ولقد شرحت الأمر مفصلا والباب مغلق في وجهي من موضع المفتاح، وفي إبان حديثي لم تنقطع القطة الملعونة عن المواء فوق رأسي!
ولم يترك لي هذا الكهل فرصة أخرى كي أنتهي من حديثي، فقد خاطبني بغلظة آمرا أن أرجع إلى صفارتي، وإذا كنت أريد أن أزوج ابني فأولى أن أبحث عن فتاة في معمل من المعامل!
Halaman tidak diketahui