Bacaan di Buku-Buku Aqidah
قراءة في كتب العقائد
Genre-genre
أولا: التقليد:
وللتقليد في العقائد حديث عجيب فإنه لا يخلو منه مذهب من المذاهب بل لم ينج منه إلا أفراد قلائل مثل ابن حزم وابن الوزير والمقبلي وبيان ذلك أن علماء كل فرقة كانوا يرسخون في أذهان أتباعهم أنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة المتبعة للحق وأما من عداهم فضال مبتدع أو كافر وعند مناقشتهم للمذاهب الأخرى فإنهم يستوفون حجج مذهبهم ويبالغون في تقويتها أما حجج المذاهب الأخرى فإنهم يسمونها (شبها)!! ولا يعرضون منها إلا ما يستطيعون الجواب عنه، وأيضا فعرضهم للحجة يكون عرضا مشوها يخلطون فيه بين القول ولازمه!!.
ويحاول العلماء أن يرسخوا في أذهان تلاميذهم أن أئمة مذهبهم كانوا من العلماء الفضلاء المتقين المرتفعين عن الدوافع البشرية أما أئمة المذاهب المخالفة فهم مجموعة من الضلال الفساق الزنادقة الانتهازيين000!!
ويخرج الطالب بعد هذه التربية يظن أنه وطائفته وارثوا الحق المطلق وأما من سواهم ففي ضلال بعيد، ويرى هذا الطالب في نفسه أنه بلغ مرتبة العلم والاجتهاد كيف لا؟ وهو يعرف حجج مذهبه أتم معرفة، ويعرف كيف يناضل عنها ويعرف أيضا (شبه) خصومه ويعرف كيف يجيب عنها؟!!.
ولكنه -للأسف- لا يعلم أنه لا يعلم شيئا فلا حجج مذهبه درسها بإنصاف وبعد عن هالة التعظيم التي أحاطها بها مشايخ مذهبه، ولا (شبهة) خصومه قرأها بإنصاف وعدل حتى ينظر إن كان يقدر على الإجابة عنها أولا وهو يرى في نفسه أنه ليس في حاجة إلى قراءة كتب (المبتدعة) لأن حججهم استوفى ذكرها علماء مذهبه!! وهم أهل الإنصاف والعدل والصدق والتقوى والفهم!! فلن يميلوا على خصومهم وأيضا فإن (الشبة خطافة والقلوب ضعيفة)!!
Halaman 253