الذي أرجحه هو القول بجواز أكل ذبيحة الكتابي؛ بشرط ذكر اسم الله عليها، وذلك للآتي:
أولا: الآية صريحة في إباحة طعام أهل الكتاب؛ فهي تفيد أن ما كان محرما فقد صار حلالا، وتفسير الطعام بغير الذبيحة بعيد؛ إذ أن حبوبهم وخضارهم، وفواكههم وغيرها من المنتجات المتنوعة لا يشترط فيها التسمية، وليس فيها تذكية، وبالتالي فهي حلال في الأصل، ومجيء الآية إنما لتفيد شيئا جديدا.
ثانيا: اكتشف العلم مؤخرا أن الذبيحة التي يذكر اسم الله عليها أثناء الذبح؛ تقوم بالتخلص من بكتريا وجراثيم، وأمراض تظل باقية في الذبائح التي لم يذكر اسم الله عليها، وهذه التجارب تمت على الذبائح، ولم يظهر فرق-فيما أعلم- بين أن يكون القائم بالذبح مسلما أو كتابيا.
ثالثا: المعمول به حاليا وفي جميع أقطار العالم الإسلامي وغير الإسلامي هو الأكل من ذبائح أهل الكتاب؛ التي ذبحت على الطريقة الإسلامية، ويدون عليها شعار (حلال) أو (مذبوح على الطريقة الإسلامية)، وخصوصا الدجاج، وفي منعنا لهذه الذبائح لمجرد تفسير الطعام في الآية بأنه غير الذبائح فيه حرج كبير على كثير من المسلمين، وخصوصا المقيمين في الدول الغربية.
أخيرا: في اعتقادي أن قيام الكتابي بذبح الذبائح على الطريقة الإسلامية، ورؤيته للفرق- كما بينا في الكشف العلمي-؛ لعل في ذلك مدعاة وحافز لدراسة الدين الإسلامي واعتناقه عن قناعة، والله أعلم.
Halaman 30