Qawanin Usul
القوانين المحكمة في الاصول المتقنة
Penerbit
دار المحجة البيضاء، 2010
Genre-genre
والالتفات الى هذه القرينة أعني وقوع الصيغة عقيب الحظر يوجب تقديم إرادة المعنى المجازي وهو الإباحة على الحقيقي فيدور ترجيح المعنى الحقيقي ، أو المجازي مع القرينة على حصول الترجيح والظهور ، ولما كان قرينة الشهرة ليست من قبيل القرائن الأخر ، وكانت منضبطة ؛ أفردوا الكلام فيها في باب تعارض الأحوال ، وإلا فالدوران والتعارض حاصل في جميع القرائن ، لكنها غير منضبطة ، فالترجيح فيها يتفاوت بالنسبة الى تفاوت الناظرين وبالنسبة الى المقامات ، فاضبط ذلك.
ويدل على ذلك أيضا تتبع موارد الاستعمال ، فإنك لو تتبعتها وتأملتها بعين الإنصاف تجد ما ذكرنا. ولو بقي لك شك في موضع ، فألحقه بالغالب ، لأن الظن يلحق الشيء بالأعم الأغلب.
وهذه قاعدة نفيسة مبرهن عليها بالعقل والعرف والشرع ، قد حرم عن فوائدها من لم يصل الى حقيقتها ، وقد أشرنا إليه سابقا.
ثم إن بعضهم لاحظ مثل قول المولى لعبده : اخرج من المحبس الى المكتب (1) ، ومثل قوله تعالى : (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين)(2). و : (ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله)(3) ، وأمر الحائض والنفساء بالصلاة والصوم بعد رفع المانع وقال بالوجوب ، مضافا الى أن
__________________
(1) وهذا المثال أيضا في «الفصول» ص 71 وقد أجاب عنه ، وذكر في «المحصول» :1 / 305 : لو قال الوالد لولده : اخرج من الحبس الى المكتب. فهذا لا يفيد الاباحة مع أنه أمر بعد الحظر الحاصل بسبب الحبس ، وكذا أمر الحائض والنفساء بالصلاة والصوم ورد بعد الحظر وإنه للوجوب.
(2) التوبة : 5.
(3) البقرة : 196.
Halaman tidak diketahui