Peraturan dalam Berperilaku kepada Allah

Ibn Sayh Al-Hazzamiyyat al-Wasiti d. 711 AH
139

Peraturan dalam Berperilaku kepada Allah

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genre-genre

وأسناها، وحمله على أعلى ما يعلمه من تراتيب السلوك، فما ظنك بمن أخلد إلى مولاه، وتقرب إليه بجملته، ومنع تدبيره، ورضي بنوليه، كيف يجازيه على ذلك الجواد الرحيم ? فيجب على العبد أن يوقن بتقرب الرب عز وجل إلى قلب عبده في مقابلة تقرب العبد إليه، وقد دل على ذلك قوله تعالى: (فاذكوني أذ كركم) .

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.

ويوقن العبد في معاملته لربه قط لا يخسر، بل لا يزال رابحا بجزاء أفضل مما قدمه إلى ربه أضعافا مضاعفة ، لا يعلم قدر خطر ذلك، فإذا أيقن العبد بما أخبره به الرب عز وجل ، واستقر ذلك في قلبه حقيقة، فعليه أن يطلب محبته له سبحانه، ويسلك إلى ذلك في الطريق المشروع الذي نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدوام التقرب.

وقد علمت أن الناس يتفاوتون في التقرب؛ فمنهم من يتقرب بذكره وعمله، ومنهم من يتقرب بقلبه وهمته، ومنهم من يعطى حال التقرب، فيجود بجميعه لمولاه، ويترك تدبيره له ومناه، ومن رزق أن يجود بجميعه لمولاه تقربا إليه وطلبا لمحبته ، دل على محبته لربه ؛ لأن هذا عمل لا يقوم به إلا من صحت محبته لمولاه، ولم يختلج بسره على ما يكرهه ، بل على ما يحبه ويرضاه.

وإذا كان من يتقرب إلى ربه بالشبر والذراع والمشي، يتقرب إليه بالذراع والباع والهرولة ، بمعنى أنه يضاعف جزاءه على تقربه يتقرب إليه خيرا من تقربه، فما ظنك بمن أعطي حال التقرب، فيتقرب إلى

Halaman 161