خليفة﴾ (إذ) فيه زائدة، وأنشد:
فإذا وذلك لا مهاه لذكره = والدهر يعقب صالحا بفساد
وأنشد أيضًا:
حتى إذا أسلكوهم في قتائده = شلا كما تطرد الجمالة الشردا
قال أبو جعفر وهذا عند محمد بن يزيد وجماعة (غير غلط) من أبي عبيدة لأن إذ وإذا ظرفان مفيدان بمعنى فلا يجوز الغاؤهما، فأما البيت الأول تقديره فإذا ما نحن فيه وما مضى لا مهاه له أي لا نضاره له ليس ينبغي أن يغتر بذلك، والبيت الثاني تقديره عند محمد بن يزيد حتى إذا أسلكوهم فحذف جواب إذا، فيجب ألا يكون ما قبله تمامًا لأن ما قبله يدل على هذا المحذوف.
ألا ترى أن معنى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) أذكروا هذا واعرفوه (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) هذا التمام عند الأخفش وليس بتمام عند غيره وهذا يبينه التفسير، وبيانه في الآية من المشكل.
قال أبو عبيده في قول الله جل وعز ﴿قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء﴾ جاءت على لفظ الاستفهام والملائكة لم تستفهم، وقد قال الله جل وعز ﴿إني جاعل في
[١/ ٥٠]
1 / 50