ألا ترى أن قوله جل وعز (وادعوا) فيه قولان أحدهما أن معنى (وادعوا) واستغيثوا بمن يغيثكم إن كنتم صادقين في أنكم تأتوا بسورة من مثله، وقال أبو جعفر ومعنى هذا يروى عن ابن عباس، وأنشد النحويون:
فلما التقت فرساننا ورجالهم = دعوا يالكعب واعتز بنا لعامر
بمعنى وادعوا واستغيثوا، ألا ترى أن بعده لام الاستغاثة والقول الآخر أن معنى (وادعوا) من الدعاء (إن كنتم صادقين) وقف صالح وليس بتمام لأن ما بعده متعلق بما قبله ولا سيما ومن المفسرين من قال المعنى ﴿وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا﴾ ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب الشرط.
﴿فاتقوا النار﴾ ليس بقطع كاف لأن (التي) نعت لـ ﴿النار التي وقودها الناس والحجارة﴾، وقف حسن ويكون (أعدت) مستأنفًا، قال أبو جعفر: وقد غلط أبو حاتم في هذه الآية لأنه لم يجز الوقف على (والحجارة) وزعم إن (اعدت) داخلة في الصلة وشبهه بالذي في آل عمران ﴿واتقوا النار التي أعدت للكافرين﴾، قال أبو جعفر: هذا غلط بين لأن (التي) في آل عمران لم تجيء لها صلة قبل (أعدت للكافرين) وليس كذا
[١/ ٤٥]
1 / 45