وهنا قال أحمد عبد الجواد موجها الخطاب إلى زبيدة: أتتحدثين عن شبابي؟ أما سمعت بما قال الطبيب؟
فقالت كالمستنكرة: أخبرني محمد عفت، ولكن ما هذا الضغط الذي يتهمك به؟ - لف حول ذراعي قربة غريبة، وراح ينفخ بمنفاخ جلدي، ثم قال لي «عندك ضغط!» - ومن أين جاء الضغط؟
فأجاب السيد ضاحكا: لا أظنه جاء إلا من ذات النفخ.
قال إبراهيم الفار وهو يضرب كفا بكف: لعله مرض معد، فإنه لم يكد يمضي شهر على إصابة المحروس به حتى ذهبنا جميعا تباعا إلى الطبيب، وكانت نتيجة الكشف في جميع الحالات واحدة: الضغط!
فقال علي عبد الرحيم: أنا أقول لكم سره، إنه عرض من أعراض الثورة، وآي ذلك أنه لم يسمع به أحد قبل اشتعالها!
وسألت جليلة السيد أحمد: وما أعراض الضغط؟ - صداع ابن كلب، وتعب في التنفس عند المشي.
فتمتمت زبيدة وهي تبتسم ابتسامة دارت بها شيئا من القلق: ومن يخلو ولو مرة من هذه الأعراض؟ ما رأيكم أنا عندي ضغط أيضا.
فسألها أحمد عبد الجواد: من فوق أم من تحت؟
وضحكوا بلا استثناء زبيدة نفسها، حتى قالت جليلة: ما دمت قد خبرت الضغط، فاكشف عليها لعلك تعرف علتها.
فقال أحمد عبد الجواد: عليها أن تحضر القربة، وعلي أن أحضر المنفاخ.
Halaman tidak diketahui