165

Istana Rindu

قصر الشوق

Genre-genre

تذكر هذا الآن فقط وهو يحدجها بنظرة محنقة متسائلا: كيف رسخت هذه الألفاظ في ذاكرتها؟! وغمغم في ضيق: كنت غاضبا لا أدري ماذا أقول! - إحم! - إحم في يافوخك ...! - الجنود الإنجليز؟ ... هل جئت بها من بار فنشي؟ - أستغفر الله، إنها بنت ناس وجيران العمر، ولكنه الغضب عليه ألف لعنة. - لولا الغضب ما انكشفت الأسرار. - وحياة خالتك حسبنا ما نحن فيه. - خبرني عن الجنود الإنجليز وخذ شعر رأسي.

بصوت عال محتد: قلت إنه الغضب وكفى.

شهقت ساخرة، ثم قالت: أتدافع عنها؟ ... اذهب فاستردها. - ملعون أبو البارد الذي لا يستحي. - ملعون أبوه.

غادرت الفراش إلى المرآة، فتناولت مشط مريم، وراحت تمشط شعرها بعجل وهي تتساءل: ما عسى أن أفعل لو قطع الرجل علاقته بي؟ - قولي له: مع السلامة، أما بيتي فمفتوح لك على الدوام.

فالتفتت إليه قائلة بلهجة أسيفة: أنت لا تفقه معنى ما تقول! كنا بسبيل التفكير الجدي في الزواج. - الزواج! وهل ما زلت تفكرين فيه بعد ما رأيت من أحواله في الليلة الماضية؟!

قالت في دهاء: أنت لا تفهمني! لقد ضقت ذرعا بالحياة الحرام، ليس وراءها إلا البوار، إن مثلي إذا تزوجت قدرت الحياة الزوجية خير قدرها.

من المغفل يا ترى؟ التخت لم يكن يعدها بأكثر من عوادة، وحياة الهوى ليس وراءها بعد الثلاثين - وستبلغها قريبا - إلا التلف، فالزواج هو الأمل الموعود، هل تقصدك بهذا الحديث؟ ... ما ألذ الشيطانة! لا أنكر أنني أريدها، أريدها بكل قوة، وفضيحتي تشهد على ذلك. - أتحبينه؟

كالغاضبة: لو كنت أحبه ما وجدتني الآن سجينة هنا.

اهتز صدره حنانا رغم ارتيابه في صدقها، أجل إذا لم يكن يعرف الإخلاص قلبها أبدت له ميلا لا شك فيه: لا غنى لي عنك يا زنوبة، في سبيلك ارتكبت جنونا غير مبال بالعواقب، أنت لي وأنا لك من قديم الزمان.

وساد الصمت. بدت كأنها تنتظر مزيدا على لهف، ولكنه لم ينبس فقالت: هل أقطع أسبابي بهذا الرجل؟ لست من اللاتي يستطعن أن يجمعن بين رجلين. - من هو؟ - تاجر من ناحية القلعة يدعى محمد القللي. - متزوج؟ - وله أولاد، ولكنه كثير المال. - وعدك بالزواج؟ - يغريني به، ولكنني مترددة؛ لأن ظروفه وكونه زوجا وأبا مما ينذر بالمتاعب.

Halaman tidak diketahui