وقال السيد في ألم ووجوم: لا، لم أقل إنه أفرج عنه، ولكنني قلت إن التحقيق حفظ لعدم كفاية الأدلة.
وقال أحمد: التحقيق حفظ يعني أن فوزي أفرج عنه.
وقال جعفر في ثبات: لا، النيابة أفرجت عنه، ولكن البوليس اعتقله.
وبهت أحمد هنيهة، ووجم حسام، ولكن جعفر سارع قائلا: أظن أنهم لن يعتقلوا أحمد، فإذا فعلوا، فأعتقد أن أبي سيجعلهم يطلقون سراحه.
وقال السيد: طبعا.
وقال جعفر: لقد كنت أعلم أن فوزي معتقل، فقد جاءني صديق لي وله، ورجاني أن أكلم أبي ليشفع له في الإفراج عنه.
وامتقع وجه حسام، وسارع السيد قائلا: بعد ما فعله يا جعفر بك!
فقال جعفر: والله أنا أيضا لم أكلم أبي، رغم أن صديقه أخبرني أن أبا فوزي قد أصيب بالشلل، ولم يعد للبيت رجل غير فوزي.
وظل حسام على وجومه، وارتبك سيد فلم يقل شيئا، وقال أحمد في هدوء وثقة: ولماذا لم تكلم عمي؟
وعلت وجوه الشبان الثلاثة دهشة، كان جعفر أسرعهم في التخلص منها، وقال: الحق، خشيت أن أغضب اثنين، خشيت أن أغضبك، وخشيت أن أغضب أبي ذاته.
Halaman tidak diketahui