============================================================
من الملائكة فجرت الأحرف على لسان آدم بفنون اللغات وأنواع الكلمات، ولها ظاهر وباطن، وحد ومطلع . فظاهرها أسماؤها وصورها، وباطنها معانيها وأسرارها، وحدها تفصيلها وأحكامها، ومطلعها شهودها وكشفها. فكل تركيب وتولية هو من الاألف لتناول الحروف من فوائد أسرار المعاني على حسب نقخه روح جوامع الكلم وعجائب الحكم وغرائب العلم. وصورة الألف هو السر الذي تميز به آدم عليه السلام، وتخصص بسببه من تعليم الحق له جميع الأسماء كلها.
واعلم أنه من كشف له عن معرفة سر الألف وتحقق به فقد خص بمعرفة سر توحيد الوحدانية، وترقي إلى مقام معرفة سر وحدة الأحدية، ومن كشف له عن معرفة سر اللام المنسوب إلى الألف وتحقق فيه فقد خص بمعرفة سر الرسالة النبوية. وما أحاط بمعرفة أسرار جملة الحروف على الحقيقة والكمال بعد آدم سبوى نبينا محمد له وعلى آدم وعلى ما بينهما من
Halaman 69