============================================================
القانسون وليعلم أن المرزوق مرزوق فيها وفي غيرها، حوالمحروم محروم فيها وفي غيرهاك1، كما وقع لعبد الله بن جدعان2، فقد كان خليعا من أهله، فذهب لما3 ضاقت عليه الأرض، ليتعرض لمهلكة فيهلك، ويخرح عن أعين الناس وألسنتهم، فرأى كهفا في البرية، فاقتحمه برچو آن يلقى حية تلذه فتريحه من الدنيا وأهلها، قلما دخل إليه إذا بتثين تقد عيناه كالنار، فقال في نفسه هذا الذي يبطش بي، وترامى عليه فقبضه ليلدغه، فإذا هو تمثال، وإذا العينان ياقوتتان جليلتان، ونظر فإذا هو بأكداس المال بلا مانع، وجعل يأخذ ما شاء، ورجع الى قومه، واشتغل بتلك الصنائع المشهورة عنه.
والمحروم محروم، كما وقع لصاحب نبي الله عيسى، على ثبينا وعليه الصلاة والسلام، فقد ورد أنه عليه السلام صحبه إنسان في سياحته، فلما احتيج إلى الطعام بعثه إلى قوم، فأعطوه ثلاثة أرغنة، فاتى بها فجلسا ياكلان، ثم قام نبي الله لحاجة، فلم يرجع إلا وقد اكل الرجل منها رغينا4، فقال: " أين الرغيف؟ فقال: لا أدريه، فانطلقا فإذا بنهر عظيم بين أيديهما، لا يستطيع أحد عبوره، فأخذ نبي الله بيد الرجل فمشيا على الماء، فلما قطعا قال له نبي الله: هبالذي أراك هذه الآية، ما فعل الرغيف الثالث؟"، فقال الرجل: "لا أدري".
ثم انطلقا إلى أن جاها، فإذا بقطيع من الظباء، فدعا نبي الله واحدا منها فأقبل، فقال للرجل: "اذبح فكله، فذبحه وسلخه، واشتوى من لحمه، حتى اكلا ما أرادا، 1 - ساقط من ح.
2- عبد الله بن حدعان بن عمرو بن كعب ابن عم والد أبي بكر الصديق لبه، من الكرماء في الجاهلية. وقد ثبت في الصحيح قول عائشة لرسول الله. "هل ينفعه ذلك يوم القيامة؟" فقال: (لا إنه لم يقل يؤما رب اغفر لي خطيقتي يوم الدين) . البداية والنهاية 2 276 - 277 .
ت ورد في دو ج: ما، وفي ح: مما. والصواب ما أثبتناه كما يفيده سياق الكلام.
8 ورد في ج: رغيفا منها.
Halaman 480