============================================================
القانون ويقال: "أنبل العلماء من يكتب أحسن ما يسمع، ويحفظ أحسن ما يكتب، ويحدث باحسن ما يحفظها. وكل ما مر من الآداب المطلوبة لمريد العلم، إذا اختل شيء، كان ذلك قاطعا بحسبه، إلا ان يغني الله عبده عنه، ويمنحه فضله بلا توقف، *وهو على كل شيء قدير"2.
الفصل الثالث عشر: في الكلام على كتب العلم وتخليده في الصحف وقد اختلف السلف في ذلك، ( فسنهم من كره الكتب، ورأى التعويل على الحفظ ومنهم من رخص في الكتب مخافة التغرير، واحتج الأولون بما روي عنه ل أنه قال: (لا تكثبوا العلم عني شيئا سوى القرآن، فمن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحة)3.
ويقال: " دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث، وأمر إنسانا أن يكتبه، فقال له زيد: إن رسول الله امرنا أن لا نكتب شيئا من حديث، فمحاهه. وقال علي كرم الله وجهه في خطبة: "أعزم على كل من كان عنده كتابا، إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حين تبعوا أحاديث علمائهم، وتركوا كتاب ربهم".
وقيل لأبي سعيد: "لو اكتتبنا الحديث، فقال: لا نكتتبكم، خذوا عنا كما أخذنا عن النبى . وقيل له أيضا: "نكتب ما سمعنا عنك، قال: تريدون أن تجعلوها مصاحف، إن نبيكم كان يحدثنا فنحفظ فاحفظوا كما كنا نحفظه. وقيل له: "إنك تحدثنا عن 1- حامع بيان العلم وفضله/1: 106.
2-المائدة: 120 - هود: 4 - الروم: 30 - الشورى: و - الحديد:2 - التغابن:1 = الملك:1.
و- أحرحه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أبي سعيد الخدري. ويبدو أن في الحديث اضطراب من حيث اللفظه وصوابه كما حاء في مسند أحمد: عن أبي سعيد قال قال رسول اللسه لا تكشبوا عني شئما سوى القران ومن كتب شئما سوى القرآن فليمحة).
Halaman 429