228

============================================================

القالسون وعن علي كرم الله وجهه: "من علم وعمل وعلم دعي في ملكوت السماوات عظيما".

ويروى عن الحسن قال، قال رسول الله : (ما تصدق رجل بصدقة أفضل من علم ينشره)1. وعن ابن عباس قال: "معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في اليحره.

ويقال: "العلم كالنار لا ينقصها ما اخذ منها، ولكن إذا لم تزد وقودا فنيت، والعلم يبقى مع التعاطي وإلا ذهب". وسنذكر إن شاء الله التفصيل في بيان مما ينبغي أن ينشر من العلم، ومن ينبغي تعليمه ومن لا.

الفصل الثالث في: آداب العالم في التدريس وقد قدمنا أن نشر العلم يكون بطريق التدريس، وبطريق الإفتاء، وبطريق التصنيف، والكلام هنا في الأول فنقول ينبغي للمدرس أمور: منها إذا خرج إلى مجلسه أن يتطهر من الحدث والخبث، ويتنظف ويلبس أحسن 128 ثيابه، مما يليق نوعه بمثله في زمانه وبلده، قاصدا بذلك تعظيم ( العلم وتبجيل الشريعة، لا رياء ولا فخرا ولا سرفا، ويختلف الحال باليسار والوقت، ولابد أن يختلف أيضا بالقصد والحال، فمن الناس من يغلب عليه حال العلم والمعرفة فينبسط ومن يغاسب عليه حال الخوف والورع فينقبض ويتقشف، والكل على هدى من الله.

ثم يركع ركمتي الاستخارة إن كان وقت ركوع، طالبا اختيار الله تعالى فيما يريد، فإن نشر العلم وان كان مطلويا وقربة في الجملة، قد يكون ذلك واجبا أو مندوبا، وقد يعرض له ما يكون به مكروها أو محرما، على ما سنبين إن شاء الله من التفصيل ثم لو كان مطلوبا فقد يكون شيء آخر اهم منه وأوكد وأولى بالتقديم، فلابد من النظر في هذا كله، 1- أحرحه الطبراني في الكبيرا7: 6964. إسناده ضعيف حدا.

Halaman 330