============================================================
القانون ذكر المطعومات كلها، من لحوم وحبوب، وفواكه وخضر، وأشربة ومعاجين، وما لكل من طبع وخاصية، وكثيرا ما يفرد ذلك بالتأليف، ونحن نعرض عنه لسهولة1 أمره، ولأنا لم نقصد في هذا الكثاب إستيفاء كل فن من الفنون، فان ذلك لا يسعه موضوع عادة، بل ضيطها والاشارة إلى جمل منها، تثبه على ما وراءها، ونؤثر ذكر القوانين على الجزئيات، والله الموفق.
وأما بحسب الكمية، فقد تطابق الفقل والعقل، واللة والقلسفة، هلى مدح التقلل من الطعام، وذم الاسراف، قال تعالى: وكلوا واشريبوا ولا تسرفوا)2 وقال النبي (حسب ابن آدم لقيمات يقئن صلبه، فإن كان ولأبد، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)3 وقال جالينوس: "الحمية طابع الصحة، وقال فرمس4. "وجدنا الحمية (نافعة للدين والدنيا، احتمى أهل الدنيا فصحت أبدانهم، ففازوا بالصحة، واحتمى أهل الآخرة فصحت أديانهم، ففازوا بالچنة".
غير أن ذلك مختلف باختلاف طباع الناس، فالضابط فيه ما قال إمامنا مالك ظله، في وصيته "أن تضع يدك من الطعام وأنت تشتهيه، وترفع وأنت تشتهيه" وهكذا قال الطبيب للرشيد بمحضر الأطباء، حيث قال لهم " ليصف كل واحد منكم الدواء الذي لا داء معه" والقصة مشهورة ذكرناها في غير هذا الكتاب.
ورد في ج: لسهولته.
2- الأعراف: 31.
3 - ابن ماحة في سثنه كتاب الأطعمة، باب الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع، بألفاظ مغايرة.
4 - يقال هو إدريس النبي عليه السلام، وهو الذي وضع أسامي البروج والكواكب السيارة ورتبها في بيوتها، وأثبت لها الشرف والوبل... راحع ترجمته مع بعض حكمه في الملل والتحل: 219.
Halaman 255