Qanaca
القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
Penyiasat
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
Penerbit
مكتبة أضواء السلف
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
Lokasi Penerbit
الرياض - المملكة العربية السعودية
Genre-genre
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= قال: نعم. ومحمد ﷺ مبعوث إلى جميع الثقلين ولو كان موسى وعيسى حيَّين لكانا من أتباعه وإذا نزل عيسى ﵇ إلى الأرض إنما يحكم بشريعة محمد ﷺ. "شرح العقيدة الطحاوية": (ص ٦٠٦).
وقال ابن حجر ﵀ بعد ترجيحه لنبوة الخضر: وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيًّا؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم (ابن عربي):
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول دون الولي
ولابن حجر ﵀ رسالة في ذلك اسمها: "الزهر النضر في نبأ الخضر". "مجموعة الرسائل المنبرية": (٢/ ١٩٥).
فتبين بهذا أن الراجح هو القول بنبوة الحضر وخطورة قول من زعم أنه ولي. انظر: "البداية والنهاية": (١/ ٢٠٥).
المسألة الثانية: حياة الخضر:
القول الأول: أنه حي وذكروا حكايات كثيرة في سبب حياته لا دليل عليها بل هي من مخترعات عقل من ذكرها لمخالفتها القرآن والسنة. انظر: "البداية والنهاية": (٤/ ٣٢٦).
وذكروا كذلك حكايات كثيرة عن حياته ومن ذلك ما ذكره النووي ﵀ حيث قال: (جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والإجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر.
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جمهور العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك. "شرح النووي": (٥/ ١٣٦)، "فتاوى ابن الصلاح": (ص ٢٨).
وكل ما ذكره النووي هنا ومعه ابن الصلاح كلام لا تقوم بمثله حجة ولو كانت حكايات الصوفية تفيد عقيدة لبطل دين الإسلام، فقد تواتر عت الصوفية رؤيتهم لله ﷿، وتواتر عنهم نزول الملائكة عليهم، وتواتر عنهم اجتماع أقطابهم بإلياس ﵇، وتواتر عنهم رؤيتهم للنبي ﷺ يقظة لا منامًا، وتواتر عنهم أن النبي ﷺ أخرج يده لأحمد الرفاعي فقبلها، إلى غير ذلك من خرافاتهم.
فهل يقبل هذا التواتر في هذه العقائد الباطلة ومتى كان للصوفية الضلال مكان في كلام العلماء وخلافهم لكن تعجب من النووي ﵀ هذا التساهل وقبول مثل هذا الكلام، ثم إن قوله: (الأخذ عنه وسؤاله وجوابه) فما الذي يؤخذ عن الخضر أدين جديد غير دين النبي ﷺ. وما حاجتنا بما مع الخضر لو كان حيًّا وقد أغنانا الله بكتابه وسنة نبيه ﷺ عن علم الأقدمين والآخرين وقد قال ﷺ: "والله لو أن موسى بن عمران حيًّا لما وسعه إلا اتباعي". "مسند الإمام أحمد": (٣/ ٣٨٧).
ولكن النووي ﵀ خدع بهؤلاء الصوفية وظنهم يميزون بين الحق والباطل، فهم إنما كانوا يرون شيطانًا =
1 / 31