إنها فكرة حسنة، لكنها غير عملية. هل تعتقد أن الناس ستقنع بأن تؤمن بالله الذي يثيب ويعاقب؟ قلت لي إنه يحدث مرارا أن يثور أكثر المتبصرين بين الناس ضد أساطيري؛ سيثورون بالطريقة نفسها ضد الحقيقة. سيقولون: «من سيضمن لي أن الله يثيب ويعاقب؟ ما الدليل على ذلك؟ ما هي رسالتك؟ ما هي المعجزة التي قدمتها حتى تجعلني أصدقك؟» سيسخرون منك أكثر مما يسخرون مني.
أوانج :
هنا خطؤك. أنت تتخيل أن الناس سيتخلصون من نير فكرة أمينة محتملة مفيدة لكل شخص، فكرة تتوافق مع المنطق الإنساني؛ لأن الناس يرفضون الأشياء غير الأمينة، الخرقاء، غير المفيدة، الخطيرة، التي تجعل الحس السليم يرتجف.
الناس ميالون جدا لتصديق قضاتهم؛ عندما يعرض عليهم قضاتهم إيمانا معقولا وحسب، يعتنقونه طواعية. لا حاجة للمعجزات لنؤمن بإله عادل ينجلي في قلب الإنسان؛ إنها فكرة طبيعية وضرورية جدا حتى إنها لا تقاوم. ليس ضروريا أن تقول بالضبط كيف سيعاقب الله أو يكافئ، بل يكفي الناس فقط أن يؤمنوا بعدالته. أؤكد لك أني شاهدت بلدات بأكملها لا تكاد تملك أي عقيدة أخرى، وأنه في تلك البلدات شاهدت الفضيلة أكثر من أي مكان آخر.
بامبابيف :
احذر؛ في تلك البلدات ستجد فلاسفة سينكرون عليك كلا من الآلام والمكافآت.
أوانج :
ستقر لي بأن هؤلاء الفلاسفة سينكرون بدعك مع ذلك بشدة أكبر؛ لذلك لن تربح شيئا من ذلك. رغم أن هناك فلاسفة لا يتفقون ومبادئي، هناك أناس شرفاء مع ذلك، لكنهم ينمون فضيلتهم التي يجب أن يعتنقوها بالحب لا بالخوف. لكني، إضافة إلى ذلك، أزعم أنه ما من فيلسوف سيكون متأكدا من أن العناية الإلهية لم تدخر الآلام للأشرار والمكافآت للأخيار. إن سألوني: من أخبرك أن الله يعاقب؟ فسأسألهم: ومن أخبركم أن الله لا يعاقب. باختصار، أعتقد أن هؤلاء الفلاسفة، بدلا من أن يناقضوني، سيساعدونني. هل تود أن تصبح فيلسوفا؟
بامبابيف :
نعم أود ذلك، لكن لا تخبر النساك.
Halaman tidak diketahui