أرد على هؤلاء المتوحشين بأنه حينما قدم الزانية المسكينة متهموها إلى سيد الشرع القديم والجديد، لم يأمر برجمها؛ وبأنه، على العكس من ذلك، وبخهم على ظلمهم، وسخر منهم بأن كتب بإصبعه على الأرض، مقتبسا ذلك المثل العبري القديم «من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر.» وبأنهم حينئذ انسحبوا جميعا، يدبر الأكبر سنا أولا؛ لأن الكبار سبق أن ارتكبوا فواحش أعظم.
أما المتخصصون في القانون الكنسي فيجيبون بأن واقعة هذه الزانية لم تذكر إلا في إنجيل القديس يوحنا، وأنها لم تدرج فيه إلا في وقت متأخر. يؤكد ليونيتوس ومالدونات أنهما لم يجدا تلك الواقعة في نسخة واحدة يونانية قديمة، وأنه لم يشر إليها أي من المفسرين الثلاثة والعشرين القدامى. لم يتعرف عليها أوريجانوس ولا القديس جيروم، ولا يوحنا الذهبي الفم، ولا ثيوفيلاكت، ولا نونوس، ولم يعثر على تلك الواقعة في الإنجيل السرياني، ولا في نسخة ألفيلاس.
هذا ما يقوله محامو زوجي الذين لا يكفيهم حلق شعري ولكنهم يريدون رجمي كذلك.
لكن المحامين الذين ترافعوا عني يقولون إن أمونيوس، الكاتب من القرن الثالث، أقر بأن هذه القصة حقيقية، وأنه إن كان القديس جيروم قد رفضها في بعض المواضع، فهو يتبناها في مواضع أخرى، وباختصار، هي موثقة اليوم. أنهي كلامي عند هذه النقطة، وأقول لزوجي: «إن كنت أنت بلا خطيئة فاحلق شعري، واسجني، وخذ ممتلكاتي؛ ولكن إن كنت ارتكبت من الخطايا أكثر مما ارتكبته، فعلي أنا أن أحلق شعرك، وأسجنك، وأستولي على ثروتك. يجب أن تكون هذه الأمور متساوية بالعدل.»
يجيب زوجي بأنه أسمى مني، وبأنه سيدي، وبأنه أطول مني بما يزيد على بوصة، وبأنه مشعر مثل دب؛ ولذلك فإني أدين له بكل شيء، وهو لا يدين لي بشيء.
لكنني أتساءل: أليست الملكة آن، ملكة إنجلترا، رئيسة زوجها؟ ألا يدين زوجها، أمير الدنمارك الذي هو قائد بحريتها، بالطاعة الكاملة لها؟ ألم تكن لتحصل على حكم بإدانته من محكمة النبلاء لو شكت بخيانته؟ واضح، إذا، أن النساء لا يحظين بمعاقبة أزواجهن إن لم يكن هن الطرف الأقوى.
المحامي
المحامي رجل لا يملك ثروة كافية ليقتني واحدا من تلك المكاتب اللامعة التي يضع الجميع أعينهم عليها، يدرس قوانين ثيودوسيوس وجستنيان ثلاثة أعوام، حتى يتمكن من أن يتعلم أصول المهنة المتبعة في باريس، وفي النهاية يسجل في نقابة المحامين، ويكون لديه حق الترافع في قضايا مقابل المال، إن كان يتمتع بصوت جهوري.
القدماء والمحدثون
لم ينته النزاع الكبير بين القدماء والمحدثين إلى تسوية حتى يومنا هذا؛ ما زال مطروحا على طاولة النقاش منذ أن خلف العصر الفضي العصر الذهبي. اعتقدت البشرية دائما أن الأزمان القديمة الطيبة كانت أفضل كثيرا من اليوم. يتمنى نسطور في الإلياذة أن يندس في عقلي أخيل وأجاممنون، وسيطا حكيما، ويبدأ بقوله لهم: «لقد عشت فيما مضى مع رجال أفضل منكم؛ لا، لم أر، ولن أرى أبدا شخصيات بعظمة درياس وسينايوس وإكساديوس وبوليفيموس الذي يضارع الآلهة ... إلخ.»
Halaman tidak diketahui