وواصل الزوج قراءته وهو راقد يرتكز على زوج من الحشايا في نهاية الفراش. قال: حاذري أن يصيبك البلل.
وهبطت الزوجة إلى الطابق السفلي، ووقف صاحب الفندق وانحنى لها حين مرت أمام غرفته. كان مكتبه في الطرف الأقصى من الغرفة. كان رجلا مسنا بالغ الطول.
قالت الزوجة بالإيطالية: إن المطر يهطل.
وكانت معجبة بصاحب الفندق. - أجل، أجل يا سنيورا. إن الجو سيئ للغاية.
ووقف خلف مكتبه في الطرف الأقصى من الغرفة المعتمة. كانت الزوجة معجبة به؛ معجبة بالطريقة الصارمة الجادة التي يتلقى بها أي شكوى من النزلاء، معجبة بهيبته، معجبة بطريقة خدمته لها، معجبة بالطريقة التي كان يشعر بها بمكانته كصاحب الفندق، معجبة بوجهه العجوز الثقيل ويديه الكبيرتين.
وفتحت الباب وهي ممتلئة إعجابا به ونظرت إلى الخارج. كان المطر يهطل بشدة. وكان ثمة رجل يرتدي قبعة من المطاط يعبر الميدان المقفر متجها إلى المقهى. لا بد أن القطة في الناحية اليمنى، وربما تستطيع أن تتجه إليها محتمية بأفاريز السطح. وإذ كانت تقف في المدخل أحست بمظلة تنفتح إلى جوارها. كانت خادمة غرفتها، وقالت لها بالإيطالية وهي تبتسم : «يجب ألا تبلك مياه الأمطار.» لا بد أن صاحب الفندق قد بعث بها خلفها. وسارت على طول الممر المغطى بالحصباء والخادمة تمسك بالمظلة فوقها حتى وصلت إلى أسفل نافذة غرفتها. وعثرت هناك على المائدة، يلتمع سطحها الأخضر مغسولا بمياه الأمطار، ولكن القطة لم تكن موجودة تحتها. وغمرتها فجأة موجة من خيبة الأمل. وتطلعت إليها الخادمة، وقالت بالإيطالية: هل ضاع منك شيء يا سنيورا؟
فقالت الزوجة الأمريكية: لقد كانت هنا قطة. - قطة؟
فقالت بالإيطالية: أجل، القطة .
فضحكت الخادمة وقالت: قطة، قطة تحت المطر؟ - أجل، تحت المائدة. أوه، لقد أردت أن أحصل عليها. أردت أن أحصل على قطيطة.
واربد وجه الخادمة حين كانت الزوجة تتحدث بالإنجليزية، وقالت: هيا يا سنيورا، لا بد أن نعود إلى الداخل، سوف تصيبك مياه الأمطار.
Halaman tidak diketahui