وهنري جيمس. ⋆
في خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، وبسبب الأزمة الاقتصادية، تأثر «أودن» هو وبعض الأدباء من زملائه، بالماركسية، وقال «أودن» عن ذلك إنه كان ثائرا «سيكولوجيا أكثر منه سياسيا». ومن أعماله في تلك الفترة «قصائد» (1930م)، و«الخطباء» (1932م)، وهي مزيج من النثر والشعر، ينعى فيها سقوط الطبقة الوسطى ويبشر بالثورة. وكتب أيامها أيضا للمسرح، واشترك مع شروود آندرسون ⋆
في مسرحية «الكلب المهيج للأعصاب» عام 1936م. ثم أثمرت رحلاته زمن الحرب الأهلية الإسبانية قصيدته «إسبانيا» (1937م)، وكتب أيضا عن آيسلندا والصين. وقد انتهت تلك العلامة المميزة لإنتاجه بذهابه إلى الولايات المتحدة عام 1939م، وتجنسه بالجنسية الأمريكية عام 1946م. وقد نحت أراؤه واتجاهاته الأدبية منحى جديدا ظهر في ديوانيه «زمن آخر» (1940م) و«الرجل المزدوج» (1941م). وبعد أن هجر الماركسية، عاد في الأربعينيات إلى موروث الحضارة الكاثوليكية الإنجليزية، وإلى فلسفة وجودية-مسيحية. وظهرت مقطوعة «البحر والمرآة» في كتابه «مؤقتا» (1940م)، وهي تعليق على مسرحية العاصفة لشكسبير، يناقش علاقة الفن بالمجتمع. ثم نشر «زمن القلق» عام 1948- الذي حاز به جائزة بوليتزر - عن عزلة الإنسان التي يزيد من حدتها في عصره الافتقار إلى التقاليد والإيمان. وتبدى في قصائده ودواوينه التالية إبراز التناقض بين الصفات البشرية والقوى الطبيعية، كما تناول علاقة الطبيعة بالتاريخ. وفي عامي 1968 و1970م، قام «أودن» بمراجعة مجموع قصائده، واختار منها ما يريد الحفاظ عليه، وأصدر دواوين «مدينة بلا جدران» (1969م)، «جرافيتي أكاديمي» (1972م)، «شكرا أيها الضباب» (1974م)، ثم أصدر مختاراته «قصائد مجموعة» عام 1976م.
وقد أصدر الدكتور ماهر شفيق فريد ترجمة بديعة لمختارات من شعر «أودن» بالعربية.
كما كتب «أودن» النثر، خاصة الفلسفة، منها كتاب عن اتجاهات الرومانسيين نحو الإنسان والله والطبيعة، وكتاب عن فلسفة كيركجارد.
بول أوستير
AUSTER, Paul (1947م-...)
خريج جامعة كولومبيا بنيويورك. لم يذع اسمه روائيا إلا بعد صدور ثلاثيته عن نيويورك، وهي «مدينة من زجاج» (1985م)، و«أشباح» (1986م)، و«الغرفة المغلقة» (1987م)، وكلها روايات بوليسية بأسلوب ما بعد حداثي وتجريدي.
ورواية أوستير الإنسانية سوداوية متشائمة، وظهرت سوداويته أكثر في روايته «في بلد الأشياء الأخيرة» (1988م)، التي يصور فيها نيويورك كمدينة شريرة، مكانا رهيبا يمتلئ بالجرائم، حيث تصبح مكتبة نيويورك العامة مهجورة لا يزورها أحد، ويلجأ إليها رجل وامرأة يقعان في حب أحدهما الآخر. ولكن الظروف تقهرهما، حتى إن الثلوج تتساقط على المدينة في شهر يوليو، وهي إشارة إلى حلول الشتاء النووي. وفي روايته «قصر القمر» (1989م)، يصور بطلها يقود سيارته من نيويورك إلى أقصى الغرب بحثا عن إرث مدفون في الأرض. وهكذا تجري رواياته التالية في أجواء بوليسية ملغزة؛ «اللفياثان» (1992م)، «مستر فيرتيجو» (1994م).
وكتب أوستير روايات بها جوانب من حياته، منها «اختراع العزلة» (1982م)، وجمع مقالات له في كتاب «فن الجوع» (1991م).
Halaman tidak diketahui