فشوي رأسي ثم وجهي حتى
بان مثل المجدور فيه بثور
في هذين البيتين من ركاكة النظم مثلان، الأول «لسوء حظي» فهي من مألوف النثر والثاني «فيه بثور» فالبثور في الوجه المجدور لا تحتاج إلى إفصاح، لست أشك في أن الشاعر نفسه يدرك ذلك؛ ولكن خياله يسبق فكره وصناعته في بعض الأحايين، فيكتدهما مبتذلا ليلحقا به.
هذه ملاحظة عابرة، فما أشرت إليه هو غير قليل في القصيدة. لنواصل الآن القصة. فبعد أن يصب المنكران، فوق رأس الشاعر القطران، يوثقانه بحبل ، ويطيران به إلى الجنة؛ ليشفعا عذاب الجسد بعذاب الروح. فيرى الجنان بعينه، ويشتهي جرعة من ماء الكوثر، ويتألم في حرمانه.
أما وصفه للجنة فلا يختلف عما جاء في القرآن، وهو على إطنابه لا يتوفق إلى غير المضحك من الخيال. إن جنة الزهاوي لكمصيف من المصايف، فيها، مع الحور والولدان، كل لذيذ من مأكول ومشروب ومشموم.
فإذا اشتهيت طيرا هوى من
غصنه مشويا، وجاء يزور
وإذا رمت أن يحول لك التين
دجاجا أتى إليك يطير
أما هو فمحروم. هو زائر للعذاب لا للذة.
Halaman tidak diketahui