لمن يلتقي أبطالها وسراتها
بقلب جسور عند وقع المضارب
ويبني بحد السيف مجدا مشيدا
على فلك العلياء فوق الكواكب
وكان للفارس سنتان في بلاد الشام، فكان يفهم كلام العرب وأشعارهم، فقال للأمير على سبيل المزاح: «ذكرت السيف والرمح ولم تذكر فأس الحرب، فلو رأيت فأس الملك ريكارد ما ذكرت غيرها من أدوات الحرب والجلاد.»
فقال الأمير: «طالما سمعت عن هذا الملك، فهل أنت من رعيته؟»
فأجاب الفارس: «أنا من رفاقه في هذه الحملة ومن خدمه أيضا، ولكني لست من رعيته مع أني مولود في جزيرته، بل أنا من الشعب الاسكتسي.» فسأله الأمير: «أيملك عليكم ملكان في جزيرة واحدة؟» فقال: «نعم، والحرب بين هذين الملكين لا ينطفئ سعيرها، ولكنهما يد واحدة على العدو، ولذلك خرجنا معا لنخلص هذه البلاد من أيديكم.»
فقال الأمير: «يمين الله إنكم لفي ضلال مبين، وإني لأعجب من هذا الملك، كيف أنه يجرد جنوده لمهاجمة هذه القفار ويترك في بلاده ملكا آخر ينازعه الملك؟! فلا بد من أنكم قد خضعتم له جميعا قبل مجيئه إلى هنا.»
فاعترضه الفارس قبل أن يتم كلامه، وقال له: «لا وحق نور السماء، بل لو أراد ريكارد إخضاعنا قبل قيامه على الشام لبقيت الشام في حوزتكم أبد الدهر.» قال ذلك ثم ندم على ما قال متمثلا بقول القائل:
أبحت العدى سمعا فلا كانت العدى
Halaman tidak diketahui