أين الوفاء الذي اصفوا شرائعه ... فلم يرد أحد منهم على كدر
كانوا رواسي أرض الله منذ نادوا ... عنها استطارت بمن فيها ولم تقر
وكانوا مصابيحها فمذ خبوا غبرت ... هاذي الخليقة يالله في سرر
كانوا شجا الدهر فاستهوتهم خدع ... منه بأحلام عاد في خطا الخضر
من لي ومن بهم أن أطنبت محن ... ولم يكن وردها يفضي إلى صدر
من لي ومن بهم أن أظلمت نوب ... ولم يكن ليلها يفضي إلى سحر
من لي ومن بهم أن عطلت سنن ... واخفتت ألسن الآثار والسير
ويلمة من طلوب الثأر مدركه ... لو كان دينا على الأيام ذي عسر
على الفضائل إلا الصبر بعدهم ... سلام مرتقب للأجر منتظر
يرجو عسى وله في أختها طمع ... والدهر ذو عقب شتى وذو غير
قرطت آذان من فيها بفاضحة ... على الحسان حصى الياقوت والدرر
واخبرني الوزير أبو بكر ابن القبطرنة أنه كان مسامرا للمتوكل غذ وافاه خبر بخروج أحد أهل يابرة فارا من ابنه العباس ولحاقه بالمعتمد على الله فبينما هو يردد الوعيد، ويبدي في ذلك ويعيد، إذا بكتاب العباس قد وافاه، يقسم أنه ما أخرجه ولا نفاه، ولا حمله على ذلك إلا البطر، وأنه كان له في ذلك أرب ووطر، وكانت حاجة في نفس يعقوب قضاها، وإرادة أنفذها وأمضاها، فوقع له على رقعة، قبولي لتنصلك من ذنوبك موجب لجرأتك عليها، وعودتك إليها، واتصل بي ما كان من خروج فلان عنك ولم تتثبت في أمره، ولا تحققت صحيح خبره، حين فر عن أهله ووطنه، والعجلة من النقصان، وليس يحمد قبل النضج بحران، وهو الذي أوجبه إعجابك بأمرك، وانفرادك برأيك، ومتى لم ترجع إلى ما وعدت به من نفسك، وصدرت به من كتبك، فإنا والله أريح نفسي من شغبك، وإن تكن الأخرى، فهو الحظ الأوفى، فاختر لنفسك أي الأمرين ترى إن شاء الله تعالى، وبلغه أنه ذكر في مجلس المنصور يحيى أخيه بسوء فكتب إليه، طويل
فما بالهم لا أنعم الله بالهم ... ينيطون بي ذما وقد علموا فضلي
يسيئون في القول جهلا وضلة ... وإني لأرجو أن يسوءهم فعلي
لئن كان حقا ما أذاعوا فلا مشت ... إلى غاية العلياء من بعدها رجلي
ولم ألق أضيافي بوجه طلاقة ... ولم امنح العافين في زمن المحل
Halaman 40