Qahira
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Genre-genre
وقد تم الالتحام بين العمران على كلتا ضفتي النيل، بعد إنشاء الجسور والكباري الحديثة (16 جسرا حاليا) وإن كان أقدمها جسر يربط بين مصر القديمة وجزيرة الروضة منذ العصر الروماني والقبطي، والذي أعاد إنشاءه الملك الصالح الأيوبي عندما ابتنى لمماليكه قلعة الروضة، ومن ثم سمي هؤلاء بالمماليك البحرية، وكان هناك جسر آخر عائم يصل الروضة بالجيزة، وكلاهما يعودان إلى القرن 13م.
14
ثم ظهرت الجسور الحديثة منذ عصر الخديو إسماعيل، وكان أولها كوبري قصر النيل عام 1872 ليربط القاهرة بقصر الجزيرة الذي أنشأه في مناسبة احتفالات افتتاح قناة السويس، لكنه لم يتم آنذاك. ثم جسر البحر الأعمى (الجلاء حاليا) عام 1872، وهما معا يكونان أول جسرين متكاملين يعبران مجري النيل الرئيسي والفرعي حول الجزيرة، ويمكنان من العبور الحديث من القاهرة إلى بر الجيزة، ويخترقهما الآن شارع التحرير من ميدان عابدين إلى الدقي وبولاق الدكرور، وبذلك ساعدا على تعمير منطقة الدقي مبكرا عن بقية العمران في الجانب الغربي من القاهرة الكبرى.
وتوالت بعد ذلك الجسور العابرة للنيل.
15
في أوائل القرن 20 وذلك حسب مقتضيات النمو العمراني في أحياء الجيزة. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني نشطت حركة بناء الجسور بين القاهرة والجيزة، فأنشئ كوبري إمبابة لسكة حديد الصعيد 1890، وأعيد بناؤه على شكله الحالي لسكة حديد مزدوجة وسيارات ومشاة في 1925، وكان عام 1908 خصبا أنشئت فيه أربعة جسور مكملة لبعضها: عباس (الجيزة حاليا) والملك الصالح لربط جنوب القاهرة لعمران الروضة والجيزة، فكان طريق اختراق إلى تعمير منطقة شارع الهرم، وأبو العلا - أزيل مؤخرا لأسباب غير مقنعة، وكان يمكن أن يظل تحفة معمارية للمشاة والنزهة - والزمالك الذي أدى إلى تعمير حي الزمالك، وبدايات تعمير منطقة إمبابة التي لم يكتمل نموها إلا بمخطط مدينة الأوقاف في الخمسينيات، والذي تحول الآن إلى ما يعرف بالمهندسين والصحفيين ... إلخ، وتعتمد أساسا على طريق 26 يوليو الذي امتد طرفه الغربي منذ عامين إلى طريق الإسكندرية الصحراوي، ويعرف باسم محور 26 يوليو. وفي أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات وما تلاها أنشأت حكومات النظام الجمهوري كوبري الجامعة فيما بين المنيل وجامعة القاهرة، وعددا آخر من الجسور الصغيرة بين المنيل من ناحية وجاردن سيتي والقصر العيني وفم الخليج من الناحية الأخرى، وإعادة بناء جسر الملك الصالح وجسر الجيزة (عباس سابقا)، وكذلك عبرت النيل جسور للكباري العلوية؛ أولها كوبري 6 أكتوبر إلى الدقي وجسر روض الفرج إلى شمال المهندسين، وأخيرا جسر المنيب جنوب الجيزة وجسر الوراق شمالي إمبابة المكملين للطريق الدائري حول القاهرة الكبرى.
إن النمو العمراني على ضفة النيل في الجيزة لم يكن ممكنا إلا ببناء الجسور، وكلما زادت أعداد الجسور زادت دفعة العمران على حساب الأرض الزراعية في الجيزة. وعلى وجه التقريب فقد تآكلت - أو بسبيلها إلى التآكل - غالب الزمامات الزراعية في كل قرى شمال وجنوب طريقي الهرم وفيصل، وكل القرى غرب بولاق الدكرور: المعتمدية وزنين وصفط اللبن وطهرمس ومنشأة البكاري إلى كرداسة، وسيكون ذلك مآل الزمامات في قرى عديدة، كبشتيل والكوم الأحمر حول الطريق الدائري غرب وراق العرب، وكالبراجيل على طول محور 26 يوليو.
الخلاصة: أن الزحف العمراني يتقدم في جبهة عريضة من النيل إلى حافة الهضبة الصحراوية الغربية، وقد وصل هذه الحافة عند نهاية طريقي الهرم وفيصل، وتعداها في نهاية فيصل وميدان الرماية إلى عمق الصحراء في اتجاه أطراف مدينة 6 أكتوبر على طول الطريق الصحراوي إلى الواحات والفيوم. هذا فضلا عن الزحف العمراني الواسع كعملية حالية بين حي الهرم والبدرشين والحوامدية، وقرى وعزب كثيرة جنوب مراكز الجيزة والعمرانية والهرم، وكلها يضمها تعداد 1996 إلى القاهرة الكبرى.
شكل 1-9:
نمو القاهرة في قرن (1910-1995).
Halaman tidak diketahui