153

Qahira

القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل

Genre-genre

محافظة القاهرة قد تشبعت سكنا وسكانا بما لا مزيد عليه بشكلها الحالي، بحيث لا يوجد متسعات لسكان وعمران جديد، ولكنها يمكن أن تستوعب وتتحسن أحوالها السكنية والسكانية بإعادة تخطيط وتجديد الأحياء القديمة أو ما يسمى اصطلاحيا ب «التجديد العمراني للمدينة

Urban renewal » على سبيل المثال هجرة الوزارات من منطقة لاظ أوغلي التقليدية سوف تترك مساحات كبيرة، فهل تباع أرضها للمضاربين على الأرض أم يعاد رسم خطوط التنظيم فيها، وتصبح جزئيا حدائق وملاعب يحتاجها بشدة سكان عابدين والسيدة زينب؟ وبالمثل ففي أعماق السيدة والحلمية والخليفة والدرب الأحمر وباب الشعرية وروض الفرج والشرابية شوارع تحتاج للتحديث يسهلها وجود بيوت تهالكت، ويؤدي انهيارها من حين لآخر إلى ضحايا كثيرة؛ لأن البيوت مسكونة بكثافة، وأبنيتها متلاصقة بحيث إن انهيار إحداها كثيرا ما يؤدي إلى انهيار البيت المجاور أو يهدده بالانهيار.

ومثل هذا التجديد العمراني الملتزم بخطوط تنظيم جديدة سوف يرفع قيمة الأراضي الداخلية في القاهرة ويساعد على بناء حديث أكثر التزاما بالشروط الصحية، وأكثر انتفاعا بخدمات البنية الأساسية مما هو عليه الوضع الحالي المتصف بالفقر والتكدس الآدمي. (2)

محافظة القاهرة ليست جزيرة منعزلة؛ بل هي جزء لا يتجزأ منذ الستينيات بما تسميه الجهات المسئولة باسم: «القاهرة الكبرى»، التي تمتد عبر النيل إلى بر الجيزة وإمبابة وما بينهما وإلى شبرا الخيمة التي بدأت تظهر كضاحية صناعية عمرانية صغيرة للقاهرة منذ أواسط الثلاثينيات. فالنمو السكاني في القاهرة كان يجد له منافذ جديدة في الغرب والشمال بحيث أصبحت هذه المناطق أسرع نموا من محافظة القاهرة منذ عقد الستينيات، ويوضح شكلي

4-3

و

4-4

كيف أن للقاهرة الكبرى مفهومين؛ أولهما: أنها تتركب من مجمل محافظات ثلاث، هي: القاهرة والجيزة والقليوبية، والثاني: أنها تتشكل من محافظة القاهرة ومدينة الجيزة بضواحيها وقسمي شبرا الخيمة أول وثان، وفي الحالتين نجد اطرادا في الزيادة السكانية بتأثير النمو الداخلي والهجرة. فحسب المفهوم الأول زادت نسبة سكان القاهرة الكبرى في نصف قرن إلى نحو ربع سكان الجمهورية، وتناقصت نسبة سكان الريف في الدلتا والصعيد من 72٪ إلى 64٪ مقابل زيادة محسوسة بمقدار نحو 3٪ في سكان السواحل. فالهجرة إلى المدن، وبخاصة القاهرة الكبرى شيء واضح نتيجة لظروف كثيرة معروفة، وسبقت الإشارة إليها.

ويؤكد شكل

4-4

Halaman tidak diketahui