Qahira
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Genre-genre
وقد ظلت ميناء للقاهرة حتى فترة الأيوبيين وأوائل العهد المملوكي. ثم انتقل النيل غربا فصارت بولاق هي ميناء القاهرة لفترة طويلة، ولم يمتد عمران القاهرة الفاطمية صوب مدينة مصر إلا في العهد الأيوبي وأوائل المملوكي بعد تشييد القلعة.
ويضاف إلى ذلك أن المنطقة الواقعة بين سفح قلعة الكبش وجبل يشكر وبين باب الخلق كانت تحتله بركة كبيرة، هي بركة الفيل، التي ظلت قائمة حتى عهد الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن 18. وكذلك عبر النمو العمراني أسوار القاهرة الفاطمية في العهد الأيوبي المملوكي في منطقة باب الخلق متجها إلى منطقة باب اللوق وعابدين والناصرية بعد حفر الخليج الناصري في عهد السلطان محمد بن قلاوون (1325م) الذي كان مأخذه من النيل في منطقة التحرير الحالية، وربما تكونت عدة برك غربي الخليج المصري نتيجة هجرة النيل، منها: بركة السقايين فيما بين عابدين والسيدة زينب، وبركة الفرايين - نسبة لصناعة وتجارة الفراء - عند ميدان عابدين، وبركة قاسم بك محل شارع المبتديان، وبركة قارون في البغالة، وتحولت هذه المنطقة إلى بساتين وبعضها امتد داخلها العمران، وأكبر البرك كانت بركة الأزبكية التي ظلت حد العمران القاهري في الغرب - منطقة الموسكي، والعتبة، ووجه البركة - ويحيط بها شمالا عمران القاهرة الممتد إلى المقس على طول ما نعرفه الآن بشارعي كلوت بك والجمهورية.
وموجز القول: إن العمران المديني للقاهرة الفاطمية ظل ينمو خلال العصر المملوكي إلى أن عبر نهائيا الخليج المصري، وانتهى غربا عند خط يكاد يتفق مع مسار شارع الجمهورية الحالي بين المقس (باب الحديد) وعابدين والناصرية إلى السيدة زينب. كما أن العمران في الشمال امتد خارج الأسوار إلى منطقة الحسينية وبركة الشيخ قمر والظاهر وبركة الرطلي وأرض الطبالة (الفجالة). كذلك امتد العمران جنوب القاهرة الفاطمية في اتجاه القلعة، وبذلك يكون العمران في منطقة القاهرة قد نما بحيث أدى إلى التحام بين النواتين الرئيسيتين: مدينة مصر ومدينة القاهرة - أو ما سمي: مصر الفسطاط، ومصر القاهرة - برغم أنه حينما تم الالتحام كانت مدينة مصر قد تدهورت كثيرا، وقد تم الالتحام في منطقة: السيدة زينب - الناصرية - فم الخليج من ناحية، وفي منطقة: السيدة زينب - القلعة - الحلمية من ناحية أخرى.
ويمكن أن نلخص الموقف في هذه النقطة على النحو التالي:
النمو العمراني في منطقة القاهرة المركزية تم نتيجة التحام عدة نوايات، أقدمها نواة مدينة مصر في الجنوب الغربي، والمقس في الشمال الغربي، والقاهرة الفاطمية في الشمال الشرقي، والعسكر والقطائع والقلعة في الوسط والشرق. والحقيقة أن المنطقة الوسطى كانت منطقة ضعف تذبذب فيها العمران من نمو وازدهار إلى تدهور وخراب، وذلك راجع إلى اختلاف في وظيفة وطبيعة العمران في النواتين الرئيسيتين؛ مصر والقاهرة، فبينما الأولى مركز العمران والتجارة والسكان، كانت الثانية مركز الحكم والسياسة، ولم يحدث الالتحام بينهما إلا بعد انتقال مركز الحكم إلى القلعة وفقدان القاهرة الفاطمية لهذه الوظيفة.
شكل 1-4:
القاهرة في عصر الخديو إسماعيل (1869). (3-2) النمو المخطط في القاهرة المركزية في القرن ال 19
بعد أن تم تبلور العمران على النحو الذي ذكرناه، ظلت المدينة على هذا النحو متوقفة عن النمو خلال العهد العثماني، وفي آخر القرن 18 سجلت الحملة الفرنسية خريطة القاهرة في صورة مستطيل كبير حده الشرقي من القلعة إلى تلال قطع المرأة في الدراسة إلى تلال ومقابر باب النصر، وحده الغربي خط يكاد يوازي شارع عماد الدين ومحمد فريد من باب الحديد إلى السيدة زينب، وحده الشمالي من الحسينية إلى الفجالة وباب البحر، وحده الجنوبي من القلعة إلى طولون إلى البغالة (السيدة زينب)، ومن هذا المستطيل الكبير (خريطة
3-6 ) بدأت المدينة تنمو في القرن 19م، ومقدمات النمو أخذت صورة متكررة من إنشاء قصور للحكام خارج المركز المديني، وأهم الأمثلة: قصر محمد علي بشبرا، وقصر عباس بالعباسية، وقصرا القبة، والقصر العالي لإبراهيم باشا بجاردن سيتي،
11
Halaman tidak diketahui