432

فإن دخل عدو على حرمته فرق بينه وبين حرمته . فإن دخل عليه في مملكته أزعجه عن مملكته، لأن إبليس حين دخل على آدم عليه السلام الجنة أزعجه من الجنة وفرق بينه وبين حواء أربعين عاما.

فإذا رأى أنه دخل على مملكته بسبب فإنه يظفر بعدوه.

وأما العد، من كل شىء؛ فمن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله عز وجل فإنه يسبح؛ فإن رأى أنه عد دنانير فيها اسم الله تعالى فإنه سيفيد علما. فإن كانت الكتابة من صور في الدراهم والدنانير، فإنه يستغل بالباطل من أمور الدنيا.

فإن عد لؤلؤآ فإنه يتلو القرآن. فإن عد جواهر، فإنه يتذاكر العلم أو يتعلم. فإن عد خرزا فإنه يشتغل بالحناء وبما لا يعنيه. فإن عد بقرات سمانا فإنه يمضي عليه سنون خصبة . فإن عد جمالا مع حمولاتها، فإن [كان](2 زراعا وله زراعة، مطر زرعه.

وإن كان واليا، فإنه ينال من أعدائه أموالآ لها خطر على قدر ما في

أ) الحمولات. فانسب كل شيء إلى أصله وجوهره.

فإن رأى أنه يعد جاورسا، فإنه يقع فى شدة وتعب في معيشته.

وأما العطش فقد قال المسلمون: إن العطش فساد في الدين. فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب، فإنه ينجو من هم لقوله تعالى : (ومن لم يطعمه فإنه مني).

وقال أرطاميدورس: من رأى أنه يريد أن يشرب ولا يقدر على شيء يشربه،

Halaman 436