98

Lama dan Baru

القديم والحديث

Genre-genre

على أهل بغداد جعلت فداهما

أفي كل يوم شف عيني بالقذا

حرورك حتى رابني ناظراهما

قال ياقوت: ولم تزل كل يوم سر من رأى في صلاح وزيادة وعمارة منذ أيام المعتصم والواثق إلى آخر أيام المنتصر بن المتوكل، فلما ولي المستعين، وقويت شوكة الأتراك، واستبدوا بالملك والتولية والعزل، وانفسدت دولة بني العباس، لم تزل سر من رأى في تناقص للاختلاف الواقع في الدولة بسبب العصبية التي كانت بيد أمراء الأتراك، إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من الخلفاء، وأقام بها وترك سر من رأى بالكلية المعتضد بالله أمير المؤمنين كما ذكرناه في التاج، وخربت حتى لم يبق منها إلا موضع المشهد، الذي تزعم الشيعة أن به سرداب القائم المهدي، ومحلة أخرى بعيدة منها يقال لها: كرخ سامرا، وسائر ذلك خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلها أحسن منها، ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع ملكا منها، فسبحان من لا يزول ولا يحول.

وذكر الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمى بالعزيزي قال: وأنا اجتزت بسر من رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد ماد عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها للوقت لم تعدم إلا الأبواب والسقوف، فأما حيطانها فكالجدد، فما زلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا إلى العمارة فيها، وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها، ثم سرنا إلى الغد على مثل تلك الحال، فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر، ولا شك أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ.

وكان ابن المعتز مجتازا بسامرا متأسفا عليها، وله كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها جعلت تنقض، وتحمل أنقاضها إلى بغداد، ويعمر بها فقال ابن المعتز:

قد أقفرت سر من رأى

وما لشيء دوام

فالنقض يحمل منها

كأنها آجام

Halaman tidak diketahui