الوسيلة.
قال ابن عباس ومجاهد: هم عيسى وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم.
وقال ابن مسعود: كان ناسٌ من الإنس يعبدون نفرًا من الجن فأسلم الجنيون، ولم يعلم الإنس الذين كانوا يعبدونهم بإسلامهم فتمسكوا بعبادتهم فعيَّرهم الله.
وعلى كل قول ذم سبحانه من يدعوا مخلوقًا وذلك المخلوق يعبد الله؛ يتقرب (١) إليه، ويرجوه، ويخافه، فدخل في هذا جميع الملائكة، والأنبياء، والصالحون من الإنس والجن.
فإذا كان المخلوق المعظم المقرب عند الله لا يجوز أن يدعى، فالعصاة لله من شياطين الإنس /٥ب/ والجن أولى ألا يدعوا، فقد تضمنت الآية ذم من يدعو غير الله مطلقًا.
وبين أن ذلك المدعو لا يملك كشف الضر عنه ولا تحويله من موضع إلى موضع، وقال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ • وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ: ٢٢-٢٣] فبين تعالى أن المخلوق ليس له ملك، ولا شرك في الملك، ولا هو معين لله، ولكن غاية ما عنده الشفاعة، والشفاعة لا تنفع إلا لمن أذن له.
وقال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ
_________
(١) غيرت في المطبوع إلى: (ويتقرب) .
1 / 24