Sebelum Letusan Gunung Berapi
قبل انفجار البركان
Genre-genre
إن غارتك المشئومة التي شننتها على شعب آمن كانت شؤما على الدولة التي كان الناس يحسبون حسابا لدهائها.
نعم خربت يا سيدي، ولكن المفروض فيمن يمثل دولة عريقة مثلك أن يكون يقصد البناء لا الهدم، فيا حيف! وعلى كل لم يخل الأمر من بناء فنشكركم يا سادة؛ لأنكم حققتم حلمنا ووحدتمونا وهذا كاف. إنها خدمة لا تثمن.
الشعب المصري قاوم منذ قرن ونصف جيوش نابليون بالعصي والنبابيت، ثم خرجت فرنسا من وادي النيل. ساعد على إخراجها إنكلترة ولكن لتحل محلها، وها هو التاريخ يعيد نفسه. وها هو الحق اليوم يخرج الاثنين معا وإلى غير رجعة.
ذهب الكل ولم يبق في الكنانة إلا سهمها المراش جمال عبد الناصر، الجندي العصامي الذي وحد أمة كانت من الأمس البعيد إمبراطورية لا تغرب الشمس على ملكها، ناهيك أن الضمير مستيقظ فلا يترك القوي يسبح في بحر طغيانه.
عفوك يا جمال، فأنت القوي بإيمانك، بقومك وبحق وطنك، بالسيادة والاستقلال. أنت عبد الناصر والله لا يخذل عبده، والنصر من عنده يؤتيه من يشاء، ومن أحرى به من عبده؟
أيتها القناة السمراء، لقد زدت عن القناة فكنت قناة لا تلين.
عندما لا أكيل لخصومك الشتائم ولا أحتقرهم أكون قد عظمتك، فأنت لم تحارب أنذالا بل جبابرة عالميين، فقهرتهم وأعدتهم على أعقابهم خاسرين. أما القنافذ الذين يهدجون حول البيت فلهم ساعتهم إن شاء الله.
يا سيدي عبد الناصر لقد كنا معا في الأمس، وكان لنا في مالطة أسد لبناني. مات في غربته ولم يجد ناصرا، ولكن بلاده لم تمت، ولن يموت بلد يشتري استقلاله بدماء بنيه، أما هكذا فعلت مصر اليوم؟
إن الأمة بقائدها، فبورك فيك يا جمال.
إن الذي قضى على استقلالنا حقبة قضى على بلادكم ولم يخرج منها إلا أمس، ولما حاول العودة وجد القوة العالمية بالمرصاد، وقالت له: ارجع؛ فاليوم غير الأمس.
Halaman tidak diketahui