Sebelum Letusan Gunung Berapi
قبل انفجار البركان
Genre-genre
وخطرت النكتة، وفان ديك كان من أربابها، فهز رسن الحمار ودعاه إلى الشرب فأبى، فقال الدكتور: كرمال أم البنت اشرب. فرفع الجحش رأسه كأنه يقول: ارتويت.
فهز الرسن ثانية وصاح: كرمال أبي البنت اشرب.
فلم ينثن الحمار عن عزمه. ولم يمتثل لأمر صاحبه، فدعاه إلى الشرب ثالثة بلطف وإيناس وقال له: كرمال العروس التي أنقذناها من الموت اشرب ولو غبة.
فتعنفص الحمار وكاد يعلن العصيان المدني، فتضاحك الدكتور وقال له: اسمع يا صاحبي، أنت الحكيم لا فان ديك، فلولا القليل كنت مت من أجل مكارمة الناس، عافاك. لا تتنازل قيد شعرة عن فلسفتك الغريزية.
وهكذا عاد الطبيب إلى قواعده سالما، وبقي يومين عاشهما على اللبن والحليب فأنقذ الموقف ونجا بجلده.
لا أعلق على هذه الحكاية، فشرحها منها وفيها. فلنقل من هذا الإلحاح على المدعوين. فهم غير مجبرين على استهلاك طعامنا، فرب أكلة حرمت أكلات، هذا إذا لم تؤد إلى العالم الآخر! ولكننا نحمد الله على تبني بعضنا عادة الأوروبيين أو الأميركان، وصار الأكل على الواقف، أما نحن فقضينا أكثر عمرنا نربط على المعلف ولا بد من الإتيان على آخر حبة من العليق. وإذا بقي حتاتة انبرت الست تصيح: يه. الأكل بقي كما هو، يظهر أن عيشنا لم يعجبكم.
وهذه ضربة معلم فعلتها؛ لتسمع ثناءنا على ما أعدته لنا، فقلت لها بعدما مدحت وأطنبت: الفقراء واقفون على الباب، ومن لهم غير هذا البيت العامر المضياف.
وإلى الذين ينفقون ألوف الليرات على علفة أقول : زكوا آدابكم بكيس طحين يوزع على الفقراء، فما عليكم لو اختصيتموهم بثمن قنينة وسكي تشرب بعد الامتلاء. (6) لمن تربي مدارسنا؟
كم كنت أتمنى أن ينتهي حديثي عن المدارس والتعليم عندنا فلا أضطر إلى استئنافه. ولكن يظهر أنه موال فرنجي «ترلم ترلم»، كأناشيد جدجد لافونتين الذي غنى القصائد، ففاتته الحصائد، وراح يشحذ من النملة ما يسكت جوع بطنه.
لست أرجو حل هذه العقدة؛ فهي لم تحل بعد، كما يرجو أحرار الفكر، في الدول العوانس، فكيف يرجى تحقيقها في دولة لم تشب عن الطوق! أما الدواء إذا وجد، فمصدره وزارة التربية ولا يحقق فكرة الدولة - بعد حين طبعا - غير هذا الكرسي، فالدولة لا تعمل بمرسوم بل تتكون في الرءوس والنفوس ولا يقال لها: كوني فتكون. أساس الدولة البيت والمدرسة، فهل لبيوتنا يد في هذا العمل الخطير الذي لا يكون إلا موحدا؟ وهل لمدارسنا هدف غير التعليم؟
Halaman tidak diketahui