Sebelum Letusan Gunung Berapi
قبل انفجار البركان
Genre-genre
الروك أند رول
قرأت أن الجيش الأميركي رفض أن يدعى هذا العفريت راقص الروك أند رول - ألفيس بريسلي - للخدمة العسكرية؛ لأنه لا يصلح إلا لإهاجة المراهقين والمراهقات.
إنهم حرموه شرف خدمة العلم، ولو حصل هذا عندنا لأغنى الكثيرين منا عن التماس الشهادات الكاذبة التي تعفيهم من هذه الخدمة.
أجل إننا نضحك في عبنا إذا تملصنا منها، أما هم فهذا الحرمان عندهم، يشين من يحرم منه وهو اعتراف صريح بانهيار أخلاقه.
غريبة هي أحكام هؤلاء الناس، وإن كانت بسيطة في ظاهرها، فهي عميقة الغور. قرأت أن لصا أعيا الحكومة عندهم، فلا تنقضي مدة حبسه حتى يسرق سرقة أكبر، ويستأنف المحبوسية، وأخيرا نقب مصرفا يوم أحد وذهب بكل ما في الصندوق، فقبض عليه واقتيد إلى المحكمة، وانتظر الناس الحكم المؤبد، ولكن القاضي حكم عليه بيوم حبس، وقد علل الحكم هكذا: بما أنه تعاطى «عمله» يوم الأحد، وهذا ممنوع؛ لأن قانون البلاد يحظر العمل في هذا النهار، ويعاقب عليه بحبس يوم.
يقال: إن هذا الحكم كان أفعل من الحبس سنين، وتاب الرجل، فهل يتوب مثله صاحب الروك أند رول.
لبنان فكرة
كثيرا ما أقرأ هذه العبارة وغالبا ما يتبعونها بقولهم: ولولا ذلك لا مبرر لوجوده - أصحيح هذا؟ وإن كان ذلك كذلك فمن دافع عنه، عبر العصور، حتى بقي إلى اليوم! أظن ظنا يشبه اليقين أن هذه الفكرة هي التي تقعدنا وتحول دون الجندية الإجبارية عندنا. ففخر الدين لم يحارب بالفكر ولا بالإشعاع، وكذلك أمراء المردة، وبشير الشهابي. إنها حجة الرعاديد، فخطيئة الفكر هي أخف الخطايا ثقلا، ومبدأ الفكر ورسالته لا تحمي الحدود، فلنعد عن هذا إذا شئنا أن نحميها، ولنعمل بقول مثلنا: حط رأسك بين الرءوس وناد يا قطاع الرءوس.
أما أن تكون قنبلتنا «لبنان فكرة» وصاروخنا لبنان إشعاع، فسوف تأتي ساعة نفتش فيها عن لبنان ولا نجده.
دعونا أيها الأدباء من هذا الغرور والخداع؛ فقد أحبطتم عزم الرجال حتى كره شبابنا الدفاع. لا أحد في هذه الدنيا يحمي أحدا إلا لمآرب، ومتى قضى غرضه ترك الدار تنعي من بناها، فإذا شئتم أن يكون لكم وطن تعيشون فيه، فدعوا الفكر جانبا، وإلى العمل الملموس.
Halaman tidak diketahui