Sebelum Letusan Gunung Berapi
قبل انفجار البركان
Genre-genre
ما أبعد أفواهنا عن آذاننا! إن فمنا في قطب، وآذاننا في قطب.
رحم الله التوت
قرأت خبر إنشاء مكتب للحرير، جديد، فامتلأ قلبي فرحا، عندما علمت، أنه استهل نشاطه بطرح الصوت على منتجي الشرانق في لبنان، يبشرهم أنه سيوزع عليهم قريبا بزر دود القز. رجوت أن يعود للبنان عزه وثروته وتضج الحياة في قراه بعدما انقرضت فيه هذه الشجرة أو كادت.
إن جيلنا الجديد لا يعرف شيئا عن هذه الشجرة، ففرسان أحلامه، الوظائف والاستخدام، فهؤلاء يطلقون عليهم في أمريكا لقب أصحاب «الياقة البيضاء» استهزاء؛ لأنهم يهربون من ميادين الكفاح إلى ملاجئ المكاتب، مآوي العجزة.
كل هذا حسن، وكل مشروع هو فكرة أولا، ولكن قضية توزيع البزر، على المزارعين، تذكرني بحكاية ذلك الشاعر الذي دعا صديقا له، إلى الصبوح، أي تناول الطعام في العراء، وكان الاقتراح، على اقتسام الخطة، على الطريقة المعروفة عندنا بالعشرة الحلبية، فقال ذاك الداعي لصاحبه:
منك السميذ، ومني النار أضرمها
والماء مني، ومنك السمن والعسل
البزر موجود يا وزارة الزراعة، ولكن أين التوت؟ على ماذا يربى دود القز؟! لو كان يأكل ورق التفاح، فالأمر هين؛ لأن التفاحة حلت محل التوتة. ولكن دودة الحرير، لا أدري إذا كانت تأكل ورق تفاح، وهب أنها تأكل، فالتفاحة تحتاج إلى ورقها، لتتغذى بنياتها التفاحات.
ليس بزر دود القز مثل بذار الحنطة، فالأرض البيضاء - هذي لغة الفلاح - مستعدة لاستقبال كل بذرة على الفور، أما التوتة فلا بد لها من سنوات حتى تطعم.
مسكينة التوتة! لقد كافأناها، على فضلها، بقصف عمرها. كان ذلك قبل أن يضع أصدقاء الشجرة، مادة دستورهم الأساسية: ازرع ولا تقطع. فخلا الجبل من الأشجار التي كانت تكسو قممه وسهوله وأوديته جمالا، بفروعها المشرئبة كالرماح، وخضرة أوراقها الزمردية. لقد كانت التوتة للبنان ثروة، أيما ثروة، وعمرانا لولاها لم يكن. أحزن حين يقع نظري على البنايات القائمة حيطانا بلا سقوف، أي معامل الحرير، فأتذكر المثل اللبناني الذي كان يقول: بدنا قز عالدولاب تغني.
Halaman tidak diketahui