150

Qabas Fi Sharh Muwatta

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Penyiasat

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Penerbit

دار الغرب الإسلامي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٩٢ م

Genre-genre

من بين أصابعه (١) فهي خصيصة له لم تكن لأحد قبله ولا بعده (٢) أنبط (٣) لموسى ﵇ الماء من الحجر (٤) وأنبط لمحمد، ﷺ، من اللحم والدم، وقد أملينا في المعجزات أنه لم يؤتَ نبيّ معجزة ولا فضيلة إلا أوتي محمَّد، ﷺ، مثلها أو أعظم، وكذلك قوله في محو السيئات بالخطايا وكتب الحسنات بها إنما ذلك في الصغائِر كما تقدم. حديث: "إِذَا شَرِبَ الكَلْبَ في إِنَاءِ أحَدِكُمْ" (٥) الحديث فيه استعمال الشرب في كل حيوان، وفي بعض ألفاظ هذا الحديث "إِذَا وَلَغَ الكَلْبُ في إِنَاءِ أَحَدِكُمْ" (٦). والحديث معضل، وقد اختلف الناس فيه هل يغسل للعبادة، أو للنجاسة، والصحيح أنه للعبادة لأنه عدده وأدخل فيه التراب ولا يدخل العدد ولا التراب في إزالة النجاسة. حديث: قوله: "اسْتَقِيمُوا (٧) وَلَنْ تُحْصُوا" (٨) معناه ولن تطيقوا أن تستقيموا فسره

(١) متفق عليه، البخاري في كتاب الوضوء، باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة ١/ ٥٣ - ٥٤، ومسلم في كتاب الفضائل، باب في معجزاته ﷺ: ٤/ ١٧٨٣ كلاهما من حديث أنس قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ، وَحَانَتْ صَلَاةُ العَصْرِ فَالْتمَسَ النَّاسُ الوُضُوءَ فَأُتِيَ رَسُولُ الله ﷺ، بِوُضُوءٍ ... قَالَ فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبَعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوضَّؤُا عَنْ آخِرِهِمْ" لفط البخاري. (٢) انظر الخصائص الكبرى: ١/ ٣٠٩. (٣) نبط الماء ينبط نبطًا ونبوطًا: نبع. ترتيب القاموس: ٤/ ٣١٤. (٤) قال السيوطي: وأوتى موسى نبع الماء من الحجر وقد وقع ذلك لنبينا ﷺ، وزاد بنبعه من بين الأصابع الشريفة وقال: قال أبو نعيم: وهو أعجب إن نبعه من الحجر متعارف معهود، وأما من بين اللحم والدم فلم يعهد. الخصائص الكبرى: ٢/ ١١٩. (٥) متفق عليه، البخاري في الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإِنسان: ١/ ٥٤، ومسلم في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب: ١/ ٢٣٤، والموطأ: ١/ ٣٥، كلهم عن أبي هريرة. (٦) مسلم في الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب: ١/ ٢٣٤. (٧) استقيموا يعني على الطريقة النهجة التي نهجت لكم. الاستذكار: ١/ ٢٦٢. (٨) ورد بلاغًا في الموطأ: ١/ ٣٤، وقال ابن عبد البر يستند ويتصل من حديث ثوبان عن النبيّ، ﷺ، من طرق صحاح. تجريد التمهيد: ٢٥٠، وقال في الاستذكار يتصل معنى هذا الحديث ولفظه مسندًا من حديث ثوبان، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبيّ، ﷺ الاستذكار: ١/ ٢٦٢. قلت: حديث ثوبان أخرجه ابن ماجه من طريق سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعًا بلفظ:"وَاعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالكُمْ الصَّلَاةَ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ" سنن ابن ماجه: ١/ ١٠١ - ١٠٢. قال البوصيري رجال إسناده ثقات أثبات إلا أنه منقطع بين سالم وثوبان فإنه لم يسمع منه بلا خلاف. مصباح الزجاجة: ١/ ٤١، ورواه الطيالسي في مسنده من نفس الطريق ص ١٣٤، والبيهقي في السنن الكبرى: ١/ ٤٥٧، وقال تابعه أبو كبشه السَّلولي عن ثوبان وابن أبي شيبة في المصنّف: ١/ ٥ - ٦، والخطيب في تاريخه: ١/ ٢٩٣، والحاكم في المستدرك: ١/ ١٣٠، وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم =

1 / 156