ومنهم الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ابن مندة – ﵀ – المتوفى سنة ٣٩٥هـ في كتابه: "التوحيد ومعرفة أسماء الله ﷿ وصفاته على الاتفاق والتفرد"حيث قسم التوحيد إلى أربعة أقسام: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وتوحيد أسماء الله الحسنى، وتوحيد الصفات، فجعل أسماء الله الحسنى قسما، والصفات قسما آخر.
ثم شارح الطحاوية ابن أبي العز الحنفي ﵀ المتوفى سنة ٧٤٦هـ يقول في شرح الطحاوية: "ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه نوعان: توحيد في الإثبات والمعرفة، وتوحيد في الطلب والقصد١.
وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية، وقد بينا ذلك في غالب كتبهما أتم بيان وفصلا الكلام عنه، وكل ما يتعلق به، وصارت كتبهما مرجع كل مطلع وباحث في ذلك.
وممن قسم التوحيد إلى الأقسام الثلاثة الشيخ ملا علي بن سلطان القاري الحنفي المتوفى سنة ١٠١٤هـ إذ يقول في شرحه الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة ﵀: "أقول: فابتداء الكلام ﷾ في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين، يشير إلى تقرير توحيد الربوبية المترتب عليه توحيد الألوهية المقتضي من الخلق تحقيق العبودية".
ثم يقول بعد ذلك: "بل غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن كله من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما، فإن القرآن
١ المصدر السابق ص ٨٨.