208

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

ولما وجد في الناس من ينازع في توحيد الربوبية، ويجعل لغير الله ﷿ شيئا من الشركة معه في الخلق والتدبير، لم يهمل القرآن الكريم الاحتجاج له، بل قرره أبدع تقرير في سورة المؤمنين ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ .
يقول شارح الطحاوية عن هذه الآية: "فالآية الكريمة موافقة لما ثبت واستقر في الفطر من توحيد الربوبية، دالة مثبتة مستلزمة لتوحيد الإلهية"١.
ولكن هؤلاء المنكرين الجاحدين لربوبية الله جميعا وإن أنكروا ذلك وجحدوه فإن الحقيقة التي ينبغي أن تعرف أنهم في أنفسهم يقرون بأن الله خالقهم وإن أنكروا ذلك في الظاهر، فهم كما قال الله: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ ٢.
وأول هؤلاء فرعون، الذي كشف له موسى عن حقيقته التي يخفيها ويتنكر لها، فقال له موسى كما حكى الله عنه: ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ ٣.

١ محمد خليل الهراس، دعوة التوحيد ص ٣٣-٣٥.
٢ الآية ١٤ من سورة النمل.
٣ الآية ١٠٢ من سورة الإسراء.

1 / 227