139

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

ذلك اليوم الذي أشرق فيه النور وبزع فجر الحق على العالمين، وهم في تلك الظلمة الحالكة والحيرة المتناهي، فجاءه رسول الله إلى أنبيائه ورسله، أمين الملائكة، جبريل ﵇ مرسل من ربه إلى محمد ﷺ ليلقى عليه أول أنوار هذه الرسالة التي بها نجاة الناس وفلاحهم وسعادتهم.
ولنسمع كيف تصف عائشة ﵂ بدء نزول الوحي عليه ﷺ فيما أخرجه الإمام البخاري ﵀ بسنده عنها ﵂ أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي، الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: "اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ ١ فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: "زملوني"٢، فزملوه حتى

١ الآيات من ١-٥ من سورة العلق.
٢ التزميل: الإخفاء واللف في الثوب، وتزمل تلفف. انظر القاموس المحيط٣/٤٠١.

1 / 156