179

Proofs of the Prophet and His Miracles

بينات الرسول ﵌ ومعجزاته

Penerbit

دار الإيمان

Nombor Edisi

-

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

العظام، أو الأحجار الرقيقة، أو عسب «١» النخل التي كانوا يكتبون عليها. ولم ينقل عنهم في أقوالهم، أو شعرهم الجاهلي «٢» الذي كان محل عنايتهم قبل الإسلام وبعده- ما يدل على عنايتهم بالعلم؛ أو اشتغالهم به؛ فكيف بعلم الأجنة الغائب عن أبصارهم، داخل جدر ثلاثة، لها ظلمات ثلاث؟!، وهو علم لم تنكشف حقائقه للبشرية إلا بعد النهضة العلمية الحديثة، وطوال قرون ثلاثة من البحث والدراسة! وبعد أن توفرت الآلات الحديثة التي ما كان لها وجود قبل قرون النهضة الحديثة!!. وبهذا التطابق بين ما أخبر به النبي ﷺ من دقائق علم الأجنة، وبين ما كشفه العلم الحديث من حقائق؛ يتضح برهان من براهين صدق الرسول ﷺ. إنه برهان العلم الإلهي، الذي تلقاه النبي الأمي، فانفرد بالإخبار به من بين جميع البشر فجاء تقدم العلم في عصرنا مصدقا لكل ما قاله الرسول ﷺ، ولم يخطئ في واحدة مما أخبر به النبي ﷺ. وهل كان أحد يستطيع أن يكذبه- في عصره أو بعد عصره بقرون- لو أنه حدد ليلة أخرى غير الليلة الثانية والأربعين، أو أعضاء غير الأعضاء التي أخبر عن تكونها؟!. وهل كان النبي- ﷺ يحتاج إلى ذكر هذه الحقائق ليصدقه قومه يومذاك وهم لا يعلمون من الأمر شيئا؟!. لكنه الوحي من الخالق العليم سبحانه الذي نزل إلى الرسول بالعلم الإلهي،

(١) عسيب النخل هو جريدة النخل المستقيمة يكشط خوصها وما لم ينبت عليه الخوص وجمع عسيب عسب. (٢) الشعر الذي قاله العرب قبل الإسلام.

1 / 182